صارت تقليدا يلجأ إليه لتحقيق المطالب على حساب تقديم الخدمة العمومية للمواطن الاحتجاجات والإضرابات المفاجئة سلاح ذو حدين داخل شركة السكك الحديدية دخل عمال شركة النقل بالسكك الحديدية، رؤساء القطارات والمراقبون خاصة، منتصف ليلة أول أمس في إضراب مفاجئ شل حركة سير القطارات لخطوط الضواحي، الخطوط الجهوية والطويلة، وكأنها صارت عادة أو تقليدا يلجأ إليه المحتجون لتحقيق مطالبهم على حساب تقديم الخدمة العمومية للمواطن. دون سابق إنذار وككل مرة، توقف عمال الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية عن العمل منتصف ليلة أول أمس، ما أحدث اضطرابا في حركة سير القطارات وأثار جوا مشحونا داخل المحطات التي شلت تماما خاصة على مستوى ضواحي الجزائر، حيث تفاجأ صباح أمس المسافرون وزبائن الشركة بأن القطارات لن تسير بعدما أبلغهم العاملون على مستوى المحطات بذلك، كما رفض أعوان الشبابيك بيع التذاكر لهم بسبب الإضراب الذي شنه رؤساء القطارات، السائقون الميكانيكيون والمراقبون. وشهدت محطات السكك الحديدية للضواحي، “الجزائر-العفرون” و”الجزائر-الثنية” شللا تاما، كما توقفت رحلات الخطوط الطويلة، الجهوية، ما جعل العديد من المواطنين مستائين من هذا الموقف وتفاجأوا به حيث لم يتم إيداع إشعار بالإضراب على مستوى الإدارة العامة لشركة النقل بالسكك الحديدية لإعلامها بهذه الحركة الاحتجاجية وهو ما يجعل الإضراب غير شرعي. وقالت مصادر مطلعة أمس ل”الفجر”، إن رؤساء القطارات والمراقبون توقفوا عن العمل بسبب مجموعة من المطالب من بينها احتساب الساعات الإضافية، سلم تصنيف الدرجات والتي كانت محور العديد من اللقاءات والاجتماعات في مرات سابقة إثر الإضرابات التي شنها المحتجون منذ بداية العام الجاري والتي تسببت في خسائر مالية معتبرة تكبدتها الشركة. ورجحت ذات المصادر أن يواصل المحتجون إضرابهم في حال عدم تكفل الإدارة العامة لشركة النقل بالسكك الحديدية بالمطالب التي رفعها هؤلاء، ما يعني استمرار الشلل على مستوى المحطات وبالتالي تسجيل خسائر أخرى تضاف إلى تلك السابقة. وعاشت صباح أمس محطات الحافلات لنقل المسافرين بكل من البليدة، بوفاريك، العفرون، وحجوط في ولايتي تيبازة والبليدة ومحطات تافورة والخروبة، وأول ماي بالعاصمة، اكتظاظا وازدحاما وتوافدا كبيرا للمواطنين للظفر بمقعد أو مكان للوقوف داخل الحافلات للتنقل إلى أماكن عملهم بعدما تعذر عليهم ركوب القطار بسبب الإضراب، وهو ما جعلهم يلتحقون بأعمالهم متأخرين، وصبوا جام غضبهم على عمال شركة النقل بالسكك الحديدية الذين أضربوا هكذا ودون سابق إنذار، وكان عليهم حسب تصريحات بعض المواطنين ل”الفجر” إيداع إشعار بالإضراب أو الاحتجاج وإبلاغ المواطنين قبل ذلك بيوم أو يومين. وحاولت “الفجر” أمس الاتصال بمدير الموارد البشرية بشركة النقل بالسكك الحديدية قصد الحصول على توضيحات ومعلومات عن هذا الإضراب لكن دون جدوى، وكذلك بالنسبة للأمين العام لفيدرالية عمال السكك الحديدية الذي لم نتمكن من الاتصال به هو الآخر.