ندد العلامة الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بممارسات النظام السوري ضد شعبه، وقال إنه لا يمكن لأسرة واحدة مهما كانت أن تتحكم في مقدرات الشعب، وتساءل: من هي أسرة الأسد التي تحكم سوريا لمدة خمسة عقود؟ وبأي منطق تحكم شعباً طوال هذه المدة وترثه جيلا بعد جيل؟!! وأكد أن العصور القديمة التي ضربت فيها سوريا وقتل فيها عشرات الآلاف قد انتهت، إلا أن هذا لن يحدث في عصر الإنترنت، فقد انتفضت الشعوب اليوم ونحن مع الشعوب. وقال فضيلته في كلمة ألقاها أول أمس بالندوة التي نظمها مركز بروكينغز الدوحة بمشاركة صدر الدين البيانوني المراقب العام للإخوان المسلمين السابق في سوريا وحضور عدد من السفراء، إن الشعب السوري غيِّب قسرا فترات من الزمن وأجبر على ترك الحياة ولكن آن له أن يقود السفينة، لافتا إلى أن المنطق الطبيعي أن يقود الشعب نفسه ولا تقوده أسرة ولا جماعة واحدة. وجدد التأكيد على أن الجميع مع الشعب السوري، وحث السوريين في دمشق وحلب على الانضمام إلى ركب الثورة، وقال إن سكونهم عار "وعيب عليهم من أجل مصالح تجارية أو اتفاقات ثنائية"، وشدد على أنه آن الأوان أن ترمى الاتفاقيات وتطرح أرضا. ودعا القرضاوي "العلماء المتخاذلين والمتخوفين" إلى أن يتركوا التخوفات فقد انتهى عهدُها، وقال إن العلماء يجب أن يكونوا مع الشعب لا أن يحاول هؤلاء العلماء أن يأتوا بنصوص من هنا وهناك حتى يسندوا الحكام الظلمة ولكنهم لن يستطيعوا. وأكد -وفق صحيفة الشرق- أن ثورات الأشخاص قد انتهت وما عاد أشخاصلإ يحكمون هذه البلاد العظيمة مثل مصر وليبيا وتونس، التي ورثت تاريخا عظيما. وأضاف: ليس هناك رسول بعد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، والشعوب هي الموكلة للقيادة، وأن تسير نحو النهاية السعيدة، وأن تحكم نفسها بنفسها، ولا نريد وصاية من أحد، ولا نريد من أحد أن يكون خليفة علينا ويحكم باسمنا ويتحدث باسمنا فنحن ولاة أنفسنا؛ لأنه آن للشعوب العربية أن تقود المسيرة. وقال رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إن الأمة العربية والإسلامية تأمل خيرا بهذه الثورات التي من الله بها عليها، وإنه ما كان أحدٌ يظن أن تحدث مثل هذه الثورات. ولفت إلى أن هذه الثورات العربية شاءها الله عز وجل ولها أسبابُها الحقيقية والمتمثلة في أن الشعوب قد حيت بعد أن ماتت، واستيقظت بعد سبات، واجتمعت بعد شتات فطالبت بحقوقها، مشيرا إلى أن هذه الثورات حقيقية وليست مفتعلة، ولا يستطيع أحدٌ من الناس أن يحركها. وأكد القرضاوي أنه ما دامت هذه الثورات قامت بها الشعوب من نفسها فإنها منتصرة لا محالة، وأن هذا ما يعتقده ويؤمن به، وقال إن الثورة اليمنية والثورة السورية ستنتصران لا محالة، مشيرا إلى الانتصار الذي حققته الثورة الليبية كما انتصرت الثورة التونسية. ودعا الجميع أن يكونوا مع الشعوب، مؤكدا أن هذه الشعوب العربية صائرة إلى خير كثير إذا سارت وراء الفطرة السليمة والمنطق السليم والقواعد المنطقية والشرعية. وحيا العلامة القرضاوي السيد البيانوني المراقب العام السابق للإخوان المسلمين في سوريا لحضوره إلى قطر، التي قال إنها البلد الحرّ الذي تبنى هذه الثورات كلها وأيدها وسار وراءها واتهمت قطر بما اتهمت به، ولفت إلى أن قطر بأميرها وولي عهدها وحكومتها وشعبها قامت مع الثورات. وأضاف: إننا مع توجّه قطر ومع هذه الثورات. من جانبه دعا البيانوني المجتمع الدولي والعربي والإسلامي أن يوجِد آليات مدنية سلمية لحماية الشعب السوري، كما دعاه إلى تحمل المسؤوليات التاريخية لإخراج هذا الشعب من محنته ومما يتعرض له من عمليات قتل وتشريد وتعذيب منذ أكثر من ستة شهور. وقال إن الشعب السوري بثورته الوطنية السلمية الشاملة، مصمم على متابعة طريقه نحو استرداد حريته وكرامته، مهما بلغت التضحيات، لكن لا يجوز أن يُترَك وحيدا يواجه آلة القمع الوحشية، التي تنتهك كلّ القيم الإنسانية.