بدأ سكان الأرياف على مستوى المناطق الريفية التابعة لولاية الجلفة بفي العودة إلى منازلهم التي هجروها طيلة سنوات عديدة بعد أن عادت المياه إلى مجاريها وتحسّن الوضع الأمني· مع ذلك، فإن هذه العودة كانت عودة محتشمة، حيث ما تزال إلى حدّ الآن الآلاف من المنازل في العديد من المناطق الريفية مهجورة إلى أجل غير مسمّى، وقد برّر هؤلاء عدم عودتهم إلى المنازل التي هجروها في سنوات الجمر بالظروف الصّعبة التي يعيشونها كغياب الكهرباء الريفية والماء والطرقات التي أصبحت لا تصلح بسبب المدّة التي هجروها فيها، حيث تحوّلت غالبية الطرقات إلى حفر. وما تزال العديد من المناطق الريفية تعيش على وقع المشاكل اليومية، على غرار المناطق الريفية التابعة لبلدية بويرة الأحداب، سيدي بايزيد، دار الشيوخ وعين معبد، كمنطقة بحرارة وغيرها التي ما يزال أهلها ينتظرون تدخّل السلطات للانطلاق في تزويد المنطقة بالكهرباء الريفية. إلى جانب هذا ما تزال منطقة بوشرف التابعة لبلدية المليليحة بدون كهرباء، حيث ينتظر سكّانها الكهرباء الريفية منذ سنوات طويلة، كما أن الطرقات أصبحت غير صالحة بها وهما السببان الرئيسيان اللذان غادر السكان من أجلهما حياة الريف ليتّجهوا نحو المدن.كما أن مشكل انعدام الموارد المائية التي يشكو منها الكثير من موالي الجلفة بالمناطق الريفية التي يعتمدون فيها على تربية الماشية أضحت أكثر من الضرورية لقطعان الماشية، فبالرغم من وجود الآبار إلاّ أنها أصبحت جافة بفعل انعدام الكهرباء لجلبها· ونتيجة لهذا المشكل يلجأ الكثير منهم إلى الاستنجاد بصهاريج المياه لتلبية حاجياتهم ولقطعان أغنامهم، وهذا ما أثقل كاهلهم، حيث تزداد متاعبهم يوما بعد يوم، وهو ما يهدّد بقاءهم في تلك المناطق. كما تعيش العديد من المناطق الريفية الأخرى نفس الحالة كما هو الحالّ لمنطقة فلتة السطل التابعة لمدينة الصقيعة ببلدية بويرة الأحداب، والتي ملّ سكّانها من وعود السلطات المحلّية قصد إيصال الكهرباء الريفية التي لا تبعد عن منطقتهم سوى ببضع كيلو مترات. كما تعيش المناطق الريفية التابعة لبلدية سيدي بايزيد نفس الحالة، خصوصا وأن العطش يهدّد العديد من المناطق الريفية في غياب الآبار المائية. وقد طالب سكان المناطق الريفية السلطات الولائية بوضع مخطّطات جديدة قصد إعادتهم إلى مساكنهم التي هجروها طيلة سنوات الجمر، وكذا إعادة فتح المسالك والطرقات الريفية التي من شأنها أن تساهم في التخفيف من حدّة المشاكل، خصوصا فتح الطريق الذي يربط بين منطقتي دار الشيوخ والجلفة، حيث أن هذا الطريق يمرّ عليه العشرات من عروش المنطقة. وفي هذا الصدد يطالب سكان المناطق الريفية السلطات الوصية بإيجاد حلول ناجعة من أجل التكفّل بهذه الانشغالات الضرورية التي تساهم في بقائهم لخدمة أراضيهم وإنقاذهم من العزلة والتفكير في الهجرة نحو المدن·