يفصلنا شهر كامل على استقبال عيد الأضحى الذي ينتظره الأطفال من موسم لآخر، ورغم بعد موعده إلا أن بعض الأسر لجأت إلى شراء الكباش من الآن، وذلك خوفا من اشتعال أسعارها في الأيام المقبلة، وهذه السياسة اتبعتها بعض العائلات التي تملك مساكن واسعة تستطيع من خلالها التكفل بالكبش الذي يستلزم إيواءه اختيار مكان خارجي بعيد نوعا ما عن غرف البيت، هذا بسبب خصوصية الكبش الذي يحتاج إلى الأكل الذي هو عبارة عن أعشاب تنبعث منها رائحة كريهة، بالإضافة إلى فضلاته، ورغم كل هذه الظروف التي يتركها الكبش في موضعه إلا أن بعض الأسر تضطر إلى تحمل تواجده في منزلها بسبب السعر المنخفض والمناسب لميزانيتها مقارنة مع باقي الأسعار الخاصة بالكباش التي سرعان ما ترتفع مع مرور الأيام واقتراب عيد النحر، مع أن اللافت للنظر في هذه السنة هو ارتفاع الأسعار مع بداية الموسم فلم ينتظر هؤلاء التجار انتصاف الموسم لإشعال نيرانهم، لذا فإن الأسر المعتادة على شراء الخرفان الصغيرة قبل دخول الموسم لتربيتها والقيام برعايتها إلى غاية حلول العيد، قلوا كثيرا هذا الموسم بسبب التهاب الأسعار حتى بالنسبة للخرفان الصغيرة التي لم ينزل سعرها عن 28000 دينار جزائري، لذا فإن أغلب المواطنين قرروا شراء الكباش قبل أيام قليلة على العيد إذ وجدوا أن الأسعار واحدة قبل شهر من هذه المناسبة· وللعلم فإن بعض المواطنين وكالعادة يستغلون كل المواسم للظفر بالأرباح من جيوب البسطاء الذين لا حيلة لهم إلا السعي لإرضاء أبنائهم، ورغم عدم اختصاصهم بهذه التجارة إلا أنهم يزاحمون أصحاب المهنة من خلال الظفر ببعض الكباش وكراء مساحة معينة للبيع فيها أو الاستيلاء على المساحات العمومية دون ترخيص واستعمالها لصالحهم، وهذا ما ينتج عنه العديد من المشاكل كتلويث الشارع وإعاقة الحركة مع الرائحة الكريهة التي تضر بالمارة والسكان، كما يساهم هؤلاء الباعة في الرفع من أسعار السوق، فتجار الجملة يتهمونهم دوما بالتسبب في ارتفاع الأسعار والمضاربة بها وبالتالي الإضرار بالقدرة الشرائية للمواطن وحصاره بأسعار خيالية لكباش صغيرة بعيدة تماما عن أثمانها الحقيقية المعروضة في سوق الجملة· وللعلم فإن بعض الباعة هم في الأصل جزارون ورغم ذلك فهم يستغلون الموسم من أجل الظفر بأرباح مضاعفة، واستغلال خبرتهم الموسعة في هذا الميدان، فهم يتاجرون بالكباش بأسعار باهظة ويعرضون على المشتري القيام بكل عملية النحر من خلال الذبح والسلخ والتقطيع، كما أن كبشه يستفيد من إقامة عند هذا التاجر إلى غاية حلول العيد بل لن يتعب به أبدا، إذ سيتكفل التاجر الجزار بذبحه عنده ولن تستقبله العائلة إلا قطعا من اللحم، إلا أن بهجة العيد لن تدخل بيته فهل ستضيع الأجواء المميزة للعيد بسبب سماسرة الكباش·