بغض النّظر عن طبيعة مباراة أمس، وبغض النّظر عن الواقع المرّ الذي آل إليه منتخبنا الوطني بعد مونديال جنوب إفريقيا، إلاّ أنه لا يعقل أن يحضر إلى ملعب 5 جويلية جمهور متواضع جدّا لمناصرة اللاّعبين الجزائريين في آخر مباراة لهم ضمن تصفيات كأس أمم إفريقيا المقبلة 2012 المزمع إقامة نهائياتها مطلع العام المقبل في كلّ من الغابون وغينيا بيساو· ترى من المسؤول عن عزوف الجمهور الجزائري عن متابعة مباراة رسمية؟ فحتى وإن كان الكلّ يعرف الأسباب التي دفعت بالجمهور الجزائري إلى العزوف عن حضور مباراة أمس، إلاّ أن هناك أسبابا أبعد ممّن يمكن أن يخطر على بال الكثير من الجزائريين· صحيح أن أيّ جمهور تجذبه النتائج الإيجابية إلى المدرّجات لمتابعة مباريات فريقه المحبوب، لكن هناك مقولة تقول (الجمهور الحقيقي هو الذي يقف وزراء فريقه في أوقات المحن). فأيّ محنة ياترى ابتلي بها منتخبنا الوطني وتحوّل في ظرف قياسي من أسد تخشاه حيوانات الغابة ألى أرنب يشتهي الجميع أكل لحمه؟ كلّنا نتذكّر ذلك الإقبال الجماهيري الكبير على مباريات منتخبنا الوطني، حيث كان الآلاف من الجمهور الجزائري يستحيل عليهم إيجاد تذكرة لمتابعة مباريات (الخضر) من على المدرّجات، لكن اليوم وتلك المدرّجات التي كانت تغصّ بالمتفرّجين باتت خاوية عن عروشها بدليل أن مباراة أمس تابعها جمهور متواضع، فالقلّة القليلة من استهوته المباراة التي تحوّلت إلى لا حدث بدليل أن ال 40 ألف تذكرة التي طرحت للبيع الآلاف منها لم يجد من يقتنيها· أقول واجه منتخبنا الجزائري نظيره من إفريقيا الوسطى أمام مدرّجات شاغرة بسبب اللاّ مبالاة التي أبداها الجمهور الجزائري اتجاه (الخضر) بعد أن خاض المباراة وهو فاقد كلّ حظوظه في بلوغ العرس الإفريقي المقبل جرّاء النتيجة الوخيمة التي حصدها زملاء الحارس مبولحي في الأدوار التصفوية، وما يعكس هذا التوجّه هو خلو شبابيك ملعب 5 جويلية من تذاكر المباراة· ورغم أن إدارة الملعب الأكبر بالجزائر خصّصت أربعين ألف تذكرة للمباراة، إلاّ أنه بخلاف المباريات السابقة، حيث كانت تعمد إلى طرحها قبل موعد المباراة بأكثر من يوم وفي أكثر من مكان بسبب التوافد الجماهيري الكبير، لكن هذه المرّة تمّ تخفيض سعر التذكرة الواحدة إلى 300 دج من أجل جلب الجماهير، لكن حتى ولعبت المباراة أمام أبواب مفتوحة دون مقابل فلن يتعدّى عدد الجماهير ربع العدد الذي تابع مباراة صربيا التي خسرها منتخبنا مطلع شهر مارس من العام الماضي في إطار استعداداته لمونديال جنوب إفريقيا، وهو اللّقاء للتذكير الذي كان قد خسره زملاء زيّاني بثلاثية نظيفة· ومن بين الأسباب التي دفعت الجمهور الجزائري إلى العزوف عن حضور مواجهة أمس نذكر على وجه الخصوص: * فقدان (الخضر) لكامل حظوظهم في التأهّل إلى النّهائيات المقبلة· * التراجع الرّهيب في مستوى العديد من اللاّعبين، حيث بات مستواهم والحقّ يقال لا يقلّ عن مستوى اللاّعبين المحلّيين· نشير في الأخير إلى أن عودة المنتخب الوطني إلى ملعب 5 جويلية جاءت بعد 14 شهرا عن آخر مباراة خاضها فيه، وكانت ضد منتخب صربيا وخسرها بثلاثية كاملة·