اشتكى عدد من المواطنين الذين يعتمدون على القطار في تنقلاتهم اليومية، التأخر الكبير الحاصل على مستوى خطوط الضاحية الغربيةوالشرقية أيضا إنما بصورة أقل حدة، وهو ما أدى إلى تذمر الكثير من المواطنين، خصوصا وأن هذه التأخرات تكون في العادة عند ساعات الذروة، في الفترة الصباحية أو المسائية، وهو ما يجعل نسبة كبيرة منهم تتأخر إما عن مواعيد التحاقها بعملها، أو دراستها· ويعتمد عدد كبير من المواطنين من سكان شرق العاصمة وغربها، العاملين أو الذين يتابعون دراساتهم، بالجامعة المتواجدة على مستوى العاصمة وضواحيها، على القطار في تنقلاتهم اليومية، تفاديا لأزمة الاكتظاظ واختناق الطرقات التي تميز طرقاتنا على مدار الأسبوع، وطيلة اليوم، ولذلك يفضل هؤلاء القطار، لما فيه من اختصار للمسافات والوقت· غير أن التأخر الكبير المسجل من حين إلى آخر على مستوى المحطات المختلفة بالضاحيتين، هو أكثر ما يثير استياء وتذمر المواطنين، الذين لا يدركون الأسباب الرئيسية وراء هذه التأخرات، ولا يجدون في بعض الأحيان تفسيرا واضحا من عند المشرفين على المحطات، أو العاملين بها، ولا يملكون جوابا شافيا، غير الانتظار، لوجود خلل ما، لا يعلم حتى نوعه، ويستمر الانتظار عن الموعد المحدد إلى ربع ساعة ونصف ساعة، وقد يمتد إلى 45 دقيقة أو أكثر، وهو ما يتسبب في التالي بازدياد أعداد المواطنين المنتظرين، وامتلاء المحطات عن آخرها، وعجز عربات القطار بعد وصوله المتأخر عن موعده بفترة طويلة جدا، عن استيعاب تلك الأعداد الهائلة منهم، لتتحول الأمور بعدها إلى ملاسنات وربما مشادات كلامية بين المواطنين، وبين العاملين في تلك المحطات، حيث يلقي كل طرف باللائمة على الآخر، وهو مشهد يتكرر كثيرا سواء عبر محطات الضاحية الشرقية أي على خط (الجزائر _ الثنية)، أو محطات الضاحية الغربية أي (الجزائر- العفرون)· هذا وقد كانت الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية، قد وضعت تحت تصرف زبائنها، 98 قطارا كهربائيا لضمان الرحلات التي تربط الجزائر بالضاحية الشرقية حتى محطة الثنية على بعد 60 كلم، ومن الجزائر إلى الضاحية الغربية حتى محطة العفرون 65 كلم، ورغم أن الرحلات على متن هذه القطارات تكون في غالب الأحيان مريحة وسريعة، بالنظر إلى الإمكانيات المتوفرة بها من حيث السرعة والتكييف والنظافة وغيرها من المميزات الأخرى في القطارات الجديدة، فإن الشيء الوحيد الذي ينغص على المسافرين من مستعملي القطارات بشكل خاص، هو مشكل التأخرات، الذي يتكرر كثيرا خلال العام، وهو أكثر ما يطالب به زبائن الشركة، بإعادة النظر فيه ومعالجته، في القريب العاجل، كي لا يتسبب الأمر في مشاكل متعددة للمواطنين، وذلك إما بمضاعفة عدد القطارات، أو بزيادة الخطوط، أو غيرها من الحلول التي تبدو منطقية وفعالة لمعالجة هذا المشكل الحساس للغاية، مادام أن القطار ورغم ما يسجل فيه من تأخرات، يبقى حلا أفضل بكثير من الحافلة أو حتى السيارة، نظرا للاختناق الكثيف الذي تشهده طرقات العاصمة وما جاورها خلال هذه الفترة من السنة·