لاقت المسابح البلاستيكية المخصصة للأطفال رواجا منقطع النظير من طرف الكثير من العائلات الجزائرية، ويتزايد الإقبال عليها كل سنة تقريبا، خاصة مع دخول أنواع كثيرة ومتجددة منها كل موسم، ويفضل الكثير من الآباء اقتناءها لأطفالهم في فصل الصيف، لزيادة مرحهم ولهوهم، وإرضاء رغبتهم الجامحة في التوجه إلى البحر أو إلى المسابح العمومية خاصة بالنسبة للذين لا يتمكنون من ذلك بسبب عدم توفر سيارة تجعل توجههم إلى الشواطئ العائلية أمرا يسيرا بدل معاناة وسائل النقل، أو بسبب ضيق الوقت وتفضيل الكثير من الآباء أخذ عطلتهم السنوية شهر رمضان المعظم، أو بسبب مخاوف الكثير من الأولياء من مخاطر البحر والمسابح على أطفالهم، سيما الصغار منهم الذين لا زالوا في أعوامهم الأولى، والذين قد يتعرضون لمخاطر الغرق والتعرض لضربات الشمس المحرقة، أو حتى الاختفاء من أمام أنظارهم، وصعوبة العثور عليهم بعدها، وما إلى ذلك من الأخطار الكثيرة والمتعددة، ما يجعل المسابح البلاستيكية التي ظهرت بقوة في الجزائر خلال الفترة القليلة الماضية منقذا لعدد كبير من الأطفال، ومتنفسا لهم، ولأوليائهم في نفس الوقت. وتعرض الكثير من المحلات المتخصصة في بيع ألعاب الأطفال، هذه المسابح، كما تعرض أيضا عبر عدد من الأسواق الشعبية من طرف بعض التجار الشباب الذين يحترفون التجارة الموسمية، ويعد بيع مستلزمات الصيف من لعب وغيرها مصدر دخل مهم جدا، وأمام الارتفاع الكبير في درجات الحرارة الذي تعيشه الجزائر هذه الأيام، وعدم قدرة عدد لا بأس به من العائلات الجزائرية على التوجه إلى الشواطئ للتخفيف من حدة حرارة الصيف، والاستمتاع والانتعاش ببرودة مياه الشواطئ، وإدخال المتعة والفرجة إلى قلوب أطفالهم باعتبارهم أكثر عشاق البحر وأكثرهم تعلقا به أيضا، فإن هذه المسابح تشهد يوما بعد يوم تزايدا ملحوظا في الإقبال على شرائها من طرف عدد كبير من الأمهات والآباء، خاصة مع تعلق وتشبث الكثير من الأطفال بها أمام المحلات والطاولات المتخصصة في بيعها. وتختلف أسعار هذه المسابح البلاستيكية حسب الحجم والنوعية، ولكنها تتراوح ما بين 400 دج إلى 3500 دج للمسبح الواحد، ويختلف السعر طبعا حسب المكان الذي تعرض فيه إن كان محلا متخصصا في بيع ألعاب الأطفال أم على حافة الطرقات بالأسواق الشعبية كساحة الشهداء وباش جراح والحراش مثلا، وغالبا ما يتم وضعها في حدائق المنازل لمن يملكون منازل واسعة أو في إحدى زوايا المنزل لمن يعانون من الضيق، ولأنها معروضة بأحجام متفاوتة، فإن كل شخص يقتني منها ما يناسب قدرة استيعاب منزله، وكذا سن طفله، فليست كل المسابح ملائمة لكل الأطفال، ولهذا يتوجب مراعات السن بجدية أثناء القيام باقتناء مسبح بلاستيكي، إذ لا يعقل أن يقتني الأب مسبحا كبير الحجم لطفله الذي لا زال في العامين من العمر. وعلى الرغم من إيجابياتها الكبيرة، ومساهمتها في إدخال الفرحة والبهجة إلى قلوب الأطفال وأوليائهم على حد سواء، إلا أنها تنطوي على مخاطر كثيرة، وقد تتحول إلى كابوس مرعب يعيشه الأطفال وأولياؤهم داخل المنزل، إذا ما تم إهمال شروط السلامة وإجراءات الوقاية الواجب اتخاذها والانتباه إليها بشكل جيد في هذا الإطار، وعلى رأسها تشديد المراقبة على الطفل أثناء وجوده داخل هذه المسابح البلاستيكية، فالطفل معرض للغرق والاختناق حتى وإن كان داخل كمية قليلة جدا من الماء، وعليه فلا ينبغي أبدا ترك الطفل بمفرده داخل هذا المسبح البلاستيكي المملوء بالماء بحجة أنه صغير الحجم، وأن الطفل لن يتعرض بداخله إلى أي مكروه، من ناحية أخرى فإن وضع هذه المسابح البلاستيكية المنفوخة بالهواء والمملوءة بالماء في المنازل وعلى أرضيات صلبة يعرض الطفل لمخاطر الكسور والرضوض في أماكن متعددة من جسمه وقد تكون حساسة في بعض الأحيان كالرأس مثلا، فعند قفز الأطفال فيه يتسبب لدى الكثير إصابة في الرأس أو رضوض وارتجاج في المخ، وهو ما يدعونا إلى وجوب رفع نداءات الحذر وتشديد رقابة الأهل على أطفالهم أثناء لعبهم بهذه المسابح وعدم إغفالهم عن أعينهم ولو للحظات قليلة، يمكن أن يتحول فيها اللعب إلى مأساة حقيقية، كما وينصح بوضع المسابح البلاستيكية على أراض هشة رملية في الحدائق تجنبا لأي إصابة غير متوقعة.