يستمتع الأطفال في فصل الصيف بعطلهم من خلال التوجه الى البحر أو الى المناطق الواسعة مثل الحدائق للعب وممارسة هواياتهم المفضلة. ويقتني بعض الأولياء ألعابا مختلفة تحت إلحاح أبنائهم لكن اغلب هذه الألعاب الصيفية تكون خطيرة إذا مارسها الطفل بمفرده دون مراقبة الاهل كأحذية التزلج والدراجات الهوائية والمسابح البلاستيكية المملوءة بالهواء والماء وحلبات القفز وغيرها من الألعاب التي يكثر استعمالها في فصل الصيف ويمكن ان تسبب لهم، إذا غفل الأولياء عنهم، مخاطر كثيرة. تبين أن الرياضات الصيفية بأنواعها المختلفة كانت السبب وراء المئات من الإصابات التي تحدث يوميا لدى فئة كبيرة من الأطفال. ومع دخول الصيف، موسم الإجازات، فإن العديد من الأسر تستمتع بها على شاطئ البحر وفي وحدائق الألعاب والمراكز الرياضية، حيث يشارك الأطفال في مختلف أنواع الأنشطة الرياضية والجسدية وهو شيء جيد ومرغوب لأنه يساعد على المحافظة على اللياقة البدنية، ولكن المشكلة تكمن في أن الأطفال عادة ما يعتقدون بأنهم محصنون ضد الإصابات عندما يمارسون الرياضات الشائعة والمعروفة، ولكن الواقع يقول عكس ذلك فهم في الحقيقة أكثر عرضة للإصابات من البالغين وعادة ما تكون هذه الإصابات على شكل رضوض والتواء في المفاصل وجروح أو خدوش وفي بعض الأحيان قد تصل إلى كسور أو خلع في أحد المفاصل أو إصابات في الرأس. وعلى الرغم من أن الكثير من هذه الإصابات قد يكون بسيطاً إلا أن الكثير منها أيضاً قد يكون خطيراً ولهذا السبب فقد وجب اتخاذ بعض الخطوات التي من شأنها التقليل من نسبة حدوث مثل هذه الإصابات، وعلى الأولياء الحذر أكثر عند مراقبتهم لأطفالهم خاصة الذكور منهم فهم الأكثر ميلا لممارسة الألعاب العنيفة والقفز من الأماكن العالية. وفي هذا الخصوص يؤكد الدكتور'' بن شيخ محمد أمين''، طبيب أطفال، أن أغلب الحالات التي تصل الى عيادته تكون نتيجة وقوع الاطفال اثناء اللعب وهم يعانون من خدوش وجروح مختلفة في الرأس والوجه او كسور تكون اليد هي المتضرر الكبير في اغلب الأحيان. وتسبب الألعاب التي يقتنيها الأولياء لأبنائهم في كثير من هذه الإصابات خاصة أحذية التزلج والدراجات الهوائية. المسابح البلاستيكية خطر يتجاهله الآباء يقبل الكثير من الأولياء على اقتناء المسابح البلاستيكية لتفادي إصرار أبنائهم الدائم على التوجه للبحر خاصة مع عمل الأب وانشغاله لفترة طويلة. وأمام ارتفاع درجات الحرارة في المدة الأخيرة أصبح أمر اقتناء مسبح بلاستيكي أكثر من ضروري إلا ان خطرها يكمن في ان اغلب الأولياء يتركون أبناءهم الصغار لوحدهم داخل هذه المسابح التي باتت تشكل خطرا كبيرا عليهم وتتسبب في الكثير من الحوادث المنزلية الصيفية. ففي ساحة الشهداء بالعاصمة ينتشر باعة هذا النوع من الألعاب المائية التي تأخذ أشكالا وأحجاما مختلفة وقد ازداد الإقبال عليها، حسب احد الباعة، في المدة الأخيرة بسبب الارتفاع الكبير في درجات الحرارة التي أجبرت أولياء الاطفال العاملين على اقتنائها تلبية لرغبة أبنائهم. وتختلف أسعار هذه الألعاب المائية حسب حجمها وهي تتراوح بين 500دج الى 4000دج للمسبح الواحد، وتوضع عادة في ساحات المنازل في اغلب الأحيان بعيدة عن أعين الاهل، وهو ما يزيد من خطورة تعرض الاطفال للغرق والاختناق. يقول الدكتور بن شيخ في هذا الخصوص انه على الأولياء معرفة قواعد اللعبة وشروطها والتقيد بقوانينها والجلوس رفقة أبنائهم خلال فترات اللعب او تكليف شخص بالغ بمراقبتهم، هذا فيما يخص المسابح البلاستيكية. أما الألعاب الأخرى، فيجب الحرص على استخدام الأجهزة الواقية خلال ممارسة الرياضة مثل القطع البلاستيكية لحماية الساقين عند ممارسة كرة القدم واستخدام خوذة لحماية الرأس عند ركوب الدراجات وغير ذلك. التأكد من جودة الأجهزة المستخدمة في الرياضة وسلامتها مثل فرامل الدراجات الهوائية وأحذية التزلج، عمل برنامج إحماء للعضلات قبل البدء باللعب، تجنب اللعب عندما يكون الطفل مريضاً أو مرهقاً، أخذ قدر كافٍ من الراحة وتعويض السوائل التي يفقدها الجسم خلال وبعد ممارسة الرياضة، عدم السماح للأطفال الصغار باللعب إلا تحت إشراف البالغين، تجنب اللعب فوق أرضيات بها حصى ومواد قد تسبب جروحا للطفل إذا وقع لكي تمنع الإصابة عند سقوط الطفل عليها. وفي حال حدوث الإصابة يجب معرفة نوعها ومكانها وشدتها لأن الكثير من الأطفال قد يخفي الإصابة لكي يتمكن من الاستمرار في اللعب، والعكس صحيح فقد يهمل الوالدان شكوى الطفل ويعتبران الإصابة طفيفة وهي غير ذلك. وحتى الخدوش والجروح الصغيرة قد تكون خطيرة ولذلك يجب تقييم الحالة جيداً وتقديم الإسعافات الأولية اللازمة وعرض الطفل على الطبيب المختص لعمل الأشعات التشخيصية إذا لزم الأمر، وبعد أن يتم علاج الإصابة فإن قرار العودة لممارسة الرياضة واللعب يجب أن يكون بناء على نصيحة الطبيب حتى لا تكون هناك مضاعفات. لذلك وفي كل الأحوال فإن الوقاية خير من العلاج والمسؤولية تقع على عاتق الآباء والأمهات بمراقبة الأطفال والتأكد من عدم تعرضهم للأذى.