بعد إضراب قطاع التعليم الذي ملّ منه التلاميذ وأولياؤهم ها هي العدوى تنتقل إلى قطاع آخر يعد من بين أهم القطاعات التي تؤثر على المواطنين بصفة مباشرة ألا وهو قطاع النقل بعد أن أصبح إضراب عمال القطارات من السيناريوهات المتكررة التي يصطدم بها المسافرون في أول أيام عملهم من كل أسبوع، وهو ما شهدته العاصمة أمس مما افرز أزمة نقل حادة عادت سلبياتها على المسافرين لاسيما أن القطار يلعب دورا هاما في استيعاب العدد الهائل من المسافرين· ظهور المسافرين وهم يتقاذفون، ويتزاحمون، بلا رحمة، هنا وهناك مع وسائل النقل الخاص صبيحة كل يوم أحد موقف يندى له الجبين، وشبهه الكثيرون بتلك الحافلات التي نراها تمتلئ عن آخرها في الأفلام المصرية وكذا الهندية كون أن تلك المشاهد لا تشرف بلادنا التي تسعى بكل ما أوتيت من قوة للقضاء على أزمة النقل بتدعيم قطاع النقل بالعديد من الحافلات كانت آخرها زيادة عدد الخطوط بمنطقة بئر توتة وتدعيمها بخطوط جديدة تابعة لشركة النقل العمومي "اتوسا" إلى جانب التراموي الذي فك هو الآخر أزمة النقل بالعاصمة وضواحيها· وعلى الرغم من المساعي التي تبذلها الدولة بحيث تسعى جاهدة إلى فك غبن المواطنين من ناحية النقل باعتباره خدمة أساسية، هناك من الأطراف من تسير عكس الخط وتطمح بكل ما أوتيت من قوة لخلق تلك الأزمة وجعل المسافرين كبش فداء كونهم هم الضحايا في المهزلة المتكررة كل أسبوع · بحيث اثر شل القطار وللمرة الثانية الذي عرفته العديد من النواحي صبيحة أمس على غرار البليدة باعتبار أن القطار القادم من منطقة العفرون يمر على العديد من النقاط على غرار البليدة، بوفاريك، بئر توتة··· لتكون نقطة الختام وسط العاصمة، تأثيرا كبيرا على المسافرين وجعلهم يندبون حظهم في أول أيام عملهم بعد أن بات إضراب عمال القطاع عادة روتينية ينبذها الجميع بسبب الإفرازات السلبية الكثيرة المنجرة عن تلك القرارات العشوائية، فأصبح كل من يحس بوجع في رأسه كما يقال في المثل الشعبي، يذهب إلى شل قطاعات حساسة كقطاع التربية وقفزت الوضعية المزرية لعمال القطار كقطاع حساس يساهم بصفة كبيرة في فك أزمة النقل التي تعرفها العاصمة وغيرها من المناطق المجاورة، سيما وان اغلب العمال الذين يعملون في العاصمة يعتمدون عليه في تنقلاتهم إلى العمل كسبا للوقت والجهد، وقد خلق شل القطارات الذي عرفه يوم أمس أزمة نقل حادة دفع تكلفتها المواطنون الذين ظهروا على مستوى محطات النقل بأعدادهم الهائلة، والعصبية تملا وجوههم خاصة وأنهم تأخروا عن عملهم لولا حافلات النقل الخاص والعمومي التي لم تقو هي الأخرى على احتواء الوضع بالنظر إلى العدد الهائل من المسافرين الذي كان يغطيه القطار والخدمات الواسعة التي كان يضمنها· ** حافلات مكتظّة تغامر بالمسافرين شل حركة النقل بالقطارات أمس أدى إلى إفراز وضع كإرثي الذي يبدو أن المقدمون عليه لم يبالوا به ولم يضعوا له حسابا بدليل استسهال إفرازاته السلبية التي تحمّلها المسافرون بدليل تسارعهم إلى حافلات النقل الخاص التي بينت عنفوانها واستكبرت هي الأخرى عليهم بدليل الممارسات المشينة التي يتجرعها المسافرون على مستواها، ولم تقو هي الأخرى على استيعاب كل المسافرين الذين ظهروا بالمئات على مستوى المحطات على غرار العمال والطلبة وغيرهم من المواطنين الذين تربطهم مشاغل ومواعيد هامة لا تحتمل التأجيل، حيث ظهرت اغلب المحطات مكتظة عن آخرها على الرغم من العدد الهائل الذي كان يستغل الحافلات والتدافع والاكتظاظ الذي ميزها حتى أوشكت على استعصاء تحركها بالنظر إلى العدد الكبير للمسافرين الذي كان بداخلها· واستنكر أغلبية المسافرين الوضع الذي آلوا إليه بحيث أصبحوا بمثابة الكرة التي يتم تقاذفها هنا وهناك بغرض المطالبة بالحقوق، اقتربنا من البعض منهم فبينوا استيائهم على مستوى محطة بئر توتة وظهروا بالمئات بملامح يملأها القلق والتوتر تعبر عن تخوفهم من عدم اللحاق بمناصب عملهم في أول يوم في الأسبوع الذي أضحى بمثابة الكابوس الذي يؤرقهم بعد أن باتوا ينامون ويصحون على تلك الإضرابات المصادفة دوما لليوم الأول من الأسبوع· قال احد المواطنين على مستوى ذات المحطة انه يحتار كثيرا من فتح الإضراب كل يوم أحد مما يحوله إلى كابوس تبدأ المعاناة معه مند الساعات الأولى من الصباح الباكر والى غاية نهاية اليوم، وأضاف أن تلك القرارات هي عشوائية لا تخدم المواطنين بالمرة بل تدخلهم في مشاكل النقل والاكتظاظ الحاصل في أوقات الدوام بدليل ظهور تلك الحافلات ممتلئة حتى أوشكت على الانفجار وكادت أن تقذف بالمسافرين تحت العجلات، فكان على الأصوات المنادية بشل القطاع حل مشاكلها بطريقة ودية لا أن يضعوا المواطن في كفة المطالبة بحقوقهم وتحميلهم مسؤولية لا علاقة لهم بها· أما مواطن آخر فأعرب عن استيائه بالقول "حالتنا هي شبيهة بحالة النقل في الهند حسب ما تجسده الأفلام الهندية من مشاهد بحيث تملا الحافلات إلى درجة استعصاء غلق أبوابها بكل ما ينجر عن ذلك من خطورة، ذلك ما راحت إليه حافلات النقل الخاص التي كانت لها الفرصة من اجل الزيادة في متاعب المواطنين إلى حد المغامرة بهم وكانت تملئ الحافلات وكأنها تملأ بالعتاد لا بآدميين وكان يتم إنزال أو رمي المسافرين على مستوى المحطات الثانوية بطريقة غير حضارية البتة"· وبالفعل، ما لاحظناه انه كانت الفرصة لبعض أو اغلب حافلات النقل الخاص التي سارعت إلى الزيادة في متاعب المسافرين بتلك السلوكات والممارسات غير الحضارية بحيث راحت إلى رميهم على مستوى المحطات الثانوية وهي تسير من دون أن تتوقف عجلاتها بكل ما يحمله السلوك من مخاطر على حياة المسافرين وكأنها ضجرت من المسافرين وراحت تبين قناعتها التي بلغت حد التخمة منهم، مما زاد من معاناتهم فإضراب القطار افرز سلبياته على جميع الأصعدة وادخل العاصمة وضواحيها في أزمة نقل حادة إلى جانب الاختناق المروري الحاد الذي شهدته الطرقات في أول يوم يفتتح به الأسبوع· من جهة أخرى، بين المواطنون ارتياحهم من الخدمات التي أضحت تقدمها حافلات اتوسا التي تميزت بتقديم خدماتها بطريقة حضارية منتظمة وساهمت في فك الغبن عن عدد من المسافرين يوم أمس خصوصا مع الخطوط الجديدة التي تدعم بها قطاع النقل على مستوى بئر توتة بالعاصمة تزامنا مع الساكنين الجدد بحيث فكت غبن العديد من المسافرين