تعرف متوسطة محمد بوراس بحي النصر المتواجد بالقصبة العليا في العاصمة، حالة تدهور كبيرة في بنيانها، الذي يخيل للناظر إليها من الوجه الخارجي انه سينهار في أية لحظة على المارة، وللعلم فان هذه المتوسطة أنشأت ما قبل العهد الاستعماري، على أنها كانت تستعمل لأغراض أخرى، وبعد الاستقلال سميت باسم مؤسس الكشافة الإسلامية الجزائرية، وقد كانت في بداية نشاطها تحتضن ضمن أقسامها تلاميذ ذو مستويات عالية بالإضافة إلى أساتذة يمنحون كل ما لديهم من علم بكل أمانة، إلا انه و مع مرور الوقت تدهورت حالة المتوسطة بما فيها الهيكل العام ومستوى التلاميذ الذين ينتمي اغلبهم لعائلات فقيرة ، إلا أنهم كانوا يأملون ان المتوسطة ستحتضنهم و تمنعهم من السقوط، غير أن هذه الأخيرة فشلت في ذلك، بسبب عدم امتلاكها للإمكانيات اللازمة من حيث جلب انتباههم إلى الدراسة بوسائل تكنولوجية حديثة، كما تفتقر إلى مختصين نفسانيين يتكفلون بمساعدة التلميذ على حل مشاكله والاندماج بين زملائه، كما يشتكي التلاميذ من افتقار المكتبة المدرسية إلى كتب تثقيفية وقصص تساعدهم على تحسين لغتهم ومستواهم، وفي نفس الإطار يشتكي أولياؤهم من انعدام وسائل التحفيز للتلاميذ النجباء خاصة فيما يتعلق بالرحلات المدرسية التي يجب ان تنظمها كل مؤسسة تربوية على الأقل مرة في كل شهر، فالأولياء كما أكدوا لنا، لا يطالبون بالمستحيل، بل فقط بنفض الغبار عن مؤسسة تحمل الكثير من الشواهد التاريخية كما أنها ملاصقة تماما لقصر الداي حسين، وهو واحد من أهم معالم الدولة العثمانية بالعاصمة.