يشتكي أولياء التلاميذ الدارسين في بعض المؤسسات التربوية المتواجدة في منطقة القصبة بالعاصمة،من الحالة المتدهورة،التي تشهدها هذه المؤسسات التي لم تستفد من عمليات إعادة تهيئة خلال هذه السنة و لا السنوا الماضية رغم الحالة الكارثية التي تعيشها الأقسام و القاعات،إذ ان البلدية و بإشراف مديرية التربية لمنطقة الوسط قامت بهذه العملية في بضع مؤسسات فقط تابعة لهذه المنطقة في حين ان اغلب المؤسسات بحاجة لعمليات ترميم و تجديد كاملة و موسعة،فمعظم هذه المؤسسات يرجع تاريخ إنشائها إلى سنوات الاستعمار،بل ان منها ما هو متواجد ضمن بنايات"دويرات" شيدت في العهد العثماني،لذا فإنها جد قديمة و تشهد اغلبها تشققات عميقة في الجدران و حالة سيئة للساحات الداخلية و القاعات التي لم يعد التلاميذ قادرين على الاستفادة منها من خلال ممارسة مختلف الرياضات أو إقامة مختلف النشاطات التربوية،. وعلى هذا فان التلاميذ يحسون بأنهم محاصرون في هذه المدارس بسبب هذا التدهور و بسبب النقص الفادح من خلال الوسائل العلمية التي يجب ان تتوفر عليها كل مؤسسة تعليمية من خلال تدعيمات الدولة لهذا المجال،و الذي نتج عن هذه الحالة السيئة لهذه المؤسسات هو تدهور مستوى التلاميذ العلمي،فكانت معدلاتهم منخفضة للغاية في السنوات الماضية مقارنة مع السنوات الأولى للاستقلال أين كانت هذه المؤسسات تضم خيرة التلاميذ الذين أصبحوا فيما بعد أهم الإطارات الجزائرية في مختلف الاختصاصات،حيث كان عدد المدارس قليلا في الجزائر و كان التركيز على هذه المدارس التي كانت من قبل للفرنسيين الذين خصصوها لأبنائهم فقط مع فئة قليلة من العائلات الجزائرية الارستقراطية التي استطاعت الظفر ببعض المقاعد ضمن هذه المؤسسات المحتكرة من طرف الفرنسيين،أما الآن فقد تدهورت نتائج التلاميذ الذي ينتمي اغلبهم إلى عائلات متواضعة و رغم ذلك لجا اغلبهم إلى الاستعانة بدروس تدعيمية لمساعدة أبنائهم،إلا ان الأمر لم ينفع فالمشكل يكمن في المؤسسات التي اثر تدهورها على الأساتذة و بالتالي على تحصيل التلاميذ مع غياب الوسائل العلمية الحديثة التي أصبح توفرها ضروريا في كل المدارس. أما البلدية من جهتها فأكدت ان ميزانيتها لا تسمح بإجراء عمليات تهيئة لكل هذه المؤسسات التي تعرف أنها في حاجة لذلك،فهي سبق و ان قامت بدراسة الأمر عن طريق تكليف لجنة قامت بزيارة تفقدية لمختف المؤسسات،ثم قامت بتقديم قائمة لأهم المؤسسات التي تستدعي الترميم المستعجل،وقد بدأت فعلا خلال أواخر هذا الصيف،وستستفيد باقي المؤسسات من هذا الإجراء خلال عطلة الشتاء و الربيع القادمتين على حسب رزنامة مديرية التربية لمنطقة الوسط التي تقدم الدعم المالي الإضافي لهذه العمليات،إلا ان الأولياء متخوفون من هذا التدهور الحاصل في المؤسسات و الذي سيستمر تأثيره السلبي على أبنائهم و لا قدرة لهم على عملية انتقال أبنائهم إلى مؤسسات أخرى بسبب المسافة،فلا حيلة لهم إلا انتظار تنفيذ الوعود التي طال تنفيذها،إلا ان البعض عزم على تقديم شكوى إلى وزارة التربية من اجل التدخل العاجل لفك هذا الخناق الذي يتخبط فيه أبناؤهم الذين ملوا من تدهور الظروف المعيشية داخل محيطهم و عائلاتهم و من جهة أخرى تقابلهم مؤسساتهم التي لم تعد تمنحهم ما يأملون به من تحقيق أحلام في الرقي بمستواهم و الخروج من قوقعة الفقر الذي تعيشه هذه الأحياء الشعبية.