حظيت شركة صينية المؤسسة الصينية شاينا ستايت كونستراكشن بشرف إنجاز جامع الجزائر الكبير الذي يعدّ صرحا ومعلما دينيا وحضاريا عملاقا ينتظر أن يكون جاهزا مع نهاية سنة 2015 أو بداية سنة 2016 على أبعد تقدير، وقد فازت شركة صينية بشرف إنجاز هذه الأيقونة الرّائعة التي أشرف الرئيس بوتفليقة على حفل عرض مجسّمها· خطا مشروع جامع الجزائر الكبير خطوة عملاقة نحو التجسيد، بعد أن تمّ منح شرف إنجازه لشركة صينية قدّر المشرفون على المشروع أنها قدّمت أفضل عرض من بين الشركات التي تقدّمت لإنجازه، والتزمت هذه الشركة بالانتهاء من أشغال الجامع الأعظم بالجزائر في غضون 48 شهر، أي على مدى أربع سنوات، ليكون جاهزا في الأسابيع الأولى لسنة 2016، على أبعد تقدير، علما أن الشركة الصينية ستشرع في الأشغال في القريب العاجل· ** الرئيس يتابع المشروع باهتمام شديد يتابع رئيس الجمهورية السيّد عبد العزيز بوتفليقة مشروع جامع الجزائر باهتمام شديد، ويحرص على أن يتمّ إنجازه في أقرب وقت، لكن في أفضل الظروف، ليكون إنجازا رائعا بكلّ المقاييس· في هذا الإطار، ترأس يوم الثلاثاء بالجزائر العاصمة حفل عرض مشروع جامع الجزائر الكبير ومجسّمه، وجرى الحفل بقصر الشعب بحضور الوزير الأوّل السيّد أحمد أويحيى ووزير الداخلية والجماعات المحلّية السيّد دحّو ولد قابلية ووزير السكن والعمران السيّد نور الدين موسى ووزير الشؤون الدينية والأوقاف السيّد بو عبد اللّه غلام اللّه ووالي الجزائر السيّد محمد كبير عدو· كما حضر الحفل إطارات سامية بوزارات معنية بإنجاز المشروع ومهندسون معماريون شاركوا في تصميمه ومسؤولون من الوكالة الوطنية لإنجاز جامع الجزائر وتسييره· وقدّم عرض حول المشروع لرئيس الدولة من قبل مدير الوكالة الوطنية لإنجاز جامع الجزائر وتسييره السيّد محمد لخضر علوي تطرّق فيه إلى مراحل إنجاز المشروع، موضّحا خيار الوعاء العقاري والبنايات التي تشكّله، فضلا عن جوانبه البيئية والأمنية· كما حضر الرئيس بوتفليقة عرض شريط وثائقي مدّته 20 دقيقة حول المشروع مع نمذجة ثلاثية الأبعاد· ويقول المشرفون على المشروع إن جامع الجزائر معلم حضاري وثقافي يرمز إلى عهد الجزائر المستقلّة واسترجاع السيادة الوطنية ويجمع بين الأصالة والحداثة· ** معلم حضاري عملاق يشكّل مشروع إنجاز جامع الجزائر معلما دينيا وثقافيا سيؤرّخ لجزائر الاستقلال واستعادة السيادة الوطنية من جهة ويساهم بوظائفه المتعدّدة في تدعيم المكاسب العلمية والحضارية التي حقّقتها الجزائر، وسيتمّ إنجازه في قلب خليج مدينة الجزائر العاصمة (شرق المدينة القديمة بمحاذاة البحر). كما يعدّ هذا الصرح أيقونة جمالية ومعلما معماريا فريدا من نوعه من حيث التصميم المعماري (المتعدّد الوظائف) كونه يجمع بين العبادة والأنشطة العلمية والتاريخية والثقافية والاقتصادية· وستتميّز هذه التحفة المعمارية التي ستكون جاهزة في مدّة تقدّر ب 48 شهرا بعد انطلاق الأشغال بإبراز البصمة العربية الإسلامية وبطابعها الفنّي المنسجم مع مدينة الجزائر· ويتربّع مشروع جامع الجزائر الذي انطلقت أشغال تهيئة أرضيته سنة 2008 على موقع يمتدّ على 20 هكتارا مع مساحة إجمالية تعادل 400 ألف متر مربّع ويضمّ 12 بناية منفصلة· وسيتوفّر هذا الصرح الحضاري - الذي سيشيد وفقا لنظام مضادّ للزلازل - على قاعة للصلاة تقدّر مساحتها بهكتارين وتتّسع ل 120 ألف مصلّي استمدّ تصميمها من أشكال قاعات الصلاة المغربية المرفوعة على أعمدة مع استعمال أحدث التقنيات· وحسب المجسّم المعروض فقد توّجت قاعة الصلاة - المزيّنة بالرخام والحجر الطبيعي - بقبّة عظيمة ذات جدارين يحتويان على فتحات تسمح بمرور الضوء الطبيعي إلى القاعة كما تضيء بأنوارها ليلا· وعلاوة على قاعة الصلاة يحتوي الجامع أيضا على دار للقرآن مخصّصة لفائدة الطلبة في مرحلة ما بعد التدرّج ومركز ثقافي إسلامي، أمّا المكتبة التي تضمّ نحو 2000 مقعد فقد صمّمت لاستيعاب مليون كتاب وتعدّ قاعة المطالعة المفتوحة على ثلاثة طوابق قلب هذه المكتبة التي يغلب عليها التغليف الجداري المزيّن والتجهيزات المكتبية المصنوعة خصّيصا لعرض الكتب والوسائل السمعية البصرية· أمّا منارة الجامع التي ترتفع على علو يقدّر ب 300 متر فهي نتاج توازن في التناسب بين الأبعاد مع احترام مقاييس المنارات التقليدية المغربية، وقد روعي في تصميمها الاستعمال الرّمزي للرّقم (5) نسبة إلى أركان الإسلام الخمسة· وتتوفّر منارة الجامع - التي تضمّ متحفا للتاريخ ومراكز بحث في الميادين التاريخية والعلمية - على مصعدين يمكّنان الزوّار من الاستمتاع بمناظر الجزائر العاصمة وضواحيها على مدار 360 درجة· ولتسهيل راحة المصلّين والزّائرين والطلبة فقد زوّد الجامع بحظيرة للسيّارات تتّسع ل 6000 مكان مؤلّفة من طابقين يقعان تحت الفناء الخارجي والجزء الغربي من حديقة هذا المعلم· ** الصينيون يتفوّقون على الجميع·· ومهمّة ثقيلة تنتظرهم أسندت الدراسة الخاصّة بإنجاز هذا المشروع الذي قدّرت تكلّفته بمليار أورو إلى المجموعة الألمانية (أنجل وزيمرمان) و(كرابس وكييفر إنترناشينال جي أم بي أش) و(كرابس وكييفر وبرتنار إنترنشينال) خلال شهر جانفي 2008 بعد فوزها بالمسابقة الهندسية الوطنية والدولية لإنجاز هذا الصرح المعماري· وأسفرت عملية فتح الأظرفة الخاصّة بإنجاز المشروع شهر جويلية المنصرم عن تقديم عروض للفوز بصفقة البناء من طرف مجمّعين ومؤسسة، ويتعلّق الأمر بمجمّع لمؤسسات لبنانية-إيطالية ومجمّع لمؤسسات إسبانية-جزائرية و مؤسسة صينية التي قبلت لجنة فتح الأظرفة عروضها لاستيفائها الشروط القانونية· وقد قدّم مجمّع المؤسسات اللّبنانية-الإيطالية عرضا ب 218.628.583.209 دينار لإنجاز الجامع الكبير وذلك خلال 42 شهرا· وبخصوص العرض الذي قدّمه مجمّع مؤسسات إسبانية-جزائرية (كوسيدار ومؤسسة حدّاد عن الجانب الجزائري) فقد بلغت قيمته 130.492.618.221 دينار لإنجاز المشروع خلال مدّة 44 شهرا، أمّا العرض الثالث الذي تقدّمت به المؤسسة الصينية فقد بلغ 109.051.415.746 دينار لإنجاز الجامع الكبير خلال مدّة 48 شهرا، وهو العرض الذي تمّ اعتباره الأفضل على الإطلاق، ليكون الصينيون بذلك قد تفوّقوا على (الجميع) في انتظار إثبات تفوّقهم ميدانيا، حيث تنتظرهم مهمّة ثقيلة تتمثّل في إنجاز أكبر مسجد في الجزائر وأحد أكبر وأجمل مساجد المعمورة كلّها· وحسب الوكالة الوطنية لإنجاز جامع الجزائر وتسييره فقد تمّ تنظيم 200 ورشة وعدّة ندوات شارك فيها عدد كبير من الخبراء الجزائريين والأجانب لدراسة هذا المشروع، لا سيّما فيما يخصّ استعمال التقنيات والوسائل المضادّة للزلازل وكلّ ذلك من أجل ضمان ديمومة هذا المعلم الذي يبلغ طول منارته 300 متر· للتذكير، فإنه بغية ضمان السّير الحسن لمتابعة أشغال إنجاز هذا المشرع الحضاري فقد تمّ إنشاء هيئة عمومية خاصّة بتسيير المشروع من خلال مرسوم تنفيذي في أفريل 2005 بتسمية (الوكالة الوطنية لإنجاز وتسيير مسجد الجزائر) وضعت تحت وصاية وزارة الشؤون الدينية والأوقاف·