يتفاجأ المار بساحة الشهداء في آخر المساء، من أنها تنزع قناع الصباح لترتدي قناعا آخر يناسب البائعين المصطفين على جوانب الشارع بداية من مسجد كتشاوة إلى غاية المسجد الكبير، وكلهم رجال تفوق أعمارهم الأربعون سنة يعرضون سلعا قديمة مستعملة من كل نوع، فكل شيء موجود في هذا السوق، فهناك أشياء لا يتصور أنه قد يعاد بيعها بعد استعمالها إلا أنها معروضة في أيدي هؤلاء، التساؤل الذي يطرحه المواطن البسيط المضطر إلى الاستعانة بسلعهم في حالة ضيق الحال، وما هو مصدر هذه السلع فهناك من يتهمهم بسرقتها وإعادة بيعها خاصة الألبسة و الالكترونيات الصغيرة، وبعض الأشياء التي لا يعقل ان يستعملها المرء ثم ينثرها على بلاط ساحة الشهداء لعرضها للبيع، ورغم هذا الارتياب الحاصل لدى المواطنين إلا ان هم يتوافدون على المكان بأعداد كبيرة بمجرد حلول المساء للظفر بسلع في حالة جيدة قابلة للاستعمال وبأسعار مناسبة لجيوبهم .