دعا السيد غربي قدور رئيس الاتحادية الجزائرية للتبرع بالدم، كافة المواطنين الذين تتراوح أعمارُهم ما بين 18 و65 سنة، ويتمتعون بصحة جيدة، إلى التوجه لمختلف مراكز حقن الدم المتواجدة عبر المستشفيات لتقديم يد المساعدة والتبرع بالدم للمرضى والمصابين· وقال المتدخل خلال الندوة التي احتضنها مقر جريدة المجاهد أول أمس بمناسبة اليوم الوطني للتبرع بالدم المصادف ل25 أكتوبر، إن عملية التبرع بالدم في تطور مستمر، إذ بلغ عدد المتبرعين بالدم، سنة 2010، حوالي 420 ألف متبرع، منهم 95 ألف متبرع دائم، وهو رقم مرتفع مقارنة بالسنتين الماضيتين، حيث كان عدد المتبرعين الدائمين في حدود 60 ألف متبرع، وفي علمية رمضان الأخيرة، التي كانت بالتنسيق بين الوكالة الوطنية للتبرع بالدم، ووزارة الشؤون الدينية، وصل عدد المتبرعين إلى 40 ألف متبرع· كما أضاف أن المتبرع لأول مرة سيتسلم بطاقة تحدد فصيلته الدموية التي بإمكانها إنقاذ حياته أيضا يوما ما، وطمأن السيد غربي كافة المتبرعين والراغبين في التبرع، ولكنهم متخوفون من عدم وجود أجهزة معقمة، كالإبر وما شابه، كما أنه يمر على الطبيب المختص ليكشف عن حالته الصحية، وإن كان بإمكانه التبرع أم لا، لحفظ صحة المتبرع والمريض معا، وقال في السياق ذاته، إن عملية جمع الدم خارج مراكز حقن الدم التابعة للمستشفيات أصبحت آمنة، منذ أن تدعمت هذه المراكز، بطاقم يتكون من طبيب وتقني يسهران على راحة المتبرع· من جهتها، قالت السيدة كهينة سوامي، ممثلة الوكالة الوطنية للتبرع بالدم، التي تعمل تحت إشراف وزارة الصحة، إنها تسعى لترقية عملية حقن الدم من خلال البرنامج الوطني المتمثل في فتح 12 مركزا منذ 2006 إلى 2009، وفي الإطار نفسه، انطلقت عملية الشطر الثاني منذ سنة 2010، وتستمر إلى غاية سنة 2014، لانجاز 12 مركزا آخر عبر مختلف ولايات الوطن، وأضافت أن العمل سيستمر إلى غاية تزويد كافة ولايات الوطن، بمراكز لحقن الدم، من شأنها تسهيل عملية التبرع بالدم، وتخفيف الضغط على المتبرعين، وقالت السيدة سوامي إن البرنامج الخاص المسطر خلال شهر رمضان المنصرم، بالتنسيق مع وزارة الشؤون الدينية، من خلال توجيه الأئمة في خطبهم للمصلين، نداءات من أجل التبرع بالدم، مع وضع شاحنات التبرع أمام المساجد وفي الساحات العامة، زاد من عملية التبرع بالدم ومستوى التوعية بين المواطنين، وتم تسجيل نسب ظرفية عالية بكل من قسنطينة، البويرة، سيدي بلعباس ووهران· وقالت ذات المتحدثة إن التبرع بالدم في الجزائر موجود، والناس أصبحوا يتبرعون بالدم بصفة تلقائية، فيما أنه في الماضي كان التبرع يقتصر فقط على أفراد العائلة، وهذا راجع لعدم وجود ثقافة التبرع بالدم، ولكن حاليا وبعد عمليات التحسيس والتوعية التي تشهدها الجزائر، صار الجميع يدركون أهمية هذا السائل الحيوي بالنسبة للمرضى والمصابين· كما أردفت السيدة سوامي أن المشكل الوحيد في التبرع بالدم، يتمثل في نقص زمرة (0 سلبي)، حيث دعت كل من يحمل هذه الفصيلة، إلى التبرع ولو مرة كل ستة أشهر· من جهة أخرى، قالت ذات المتحدثة، إن المراكز ال12 التي سيتم إنشاؤُها مع نهاية سنة 2012، ستزوَّد بمخابر لتجزئة الدم ومشتقاته، لتستفيد كل مجموعة من المرضى، من كيس واحد كل حسب احتياجاته· وعلى صعيد آخر، قال السيد عتبي محمد إن عزوف المواطنين عن التبرع بالدم، يرجع إلى وجود بنوك الدم داخل المستشفيات، وأن سوء الاستقبال من شأنه أن يضعف عزيمة المواطنين الراغبين بالتبرع، وأن الحل موجود في بناء هذه المراكز ال12، التي من شأنها أن تحسِّن من عملية التبرع بالدم من خلال الاستقبال الجيد للمتبرعين، وتسهيل عملية تبرعه بهذه المراكز، مما يزيد من رغبته في الاستمارة بالتبرع، ما يجعله متبرعا دائما، وهو الأمر الذي من شأنه أن يلبي احتياجات المرضى، وخاصة مرضى السرطان، الذين هم بحاجة ماسة إلى الصفائح الدموية، علما أن عمر كيس من الصفائح الدموية لا يزيد عن خمسة أيام، ولهذا يكون الطلب عليه كبيرا· وجدد المتدخلون في الندوة، دعوتهم الأسرة الإعلامية، لمواصلة نشر نداءات التبرع بالدم عبر مختلف قنواتها، بغية الوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من المواطنين، وإقناعها بالقيام بهذه العملية النبيلة·