يشتكي العديد من الأولياء من الظروف السيئة التي تشهدها بعض المطاعم المدرسية المتواجدة بداخل المؤسسات التربوية في مناطق مختلفة من الجزائر، وهذا بعد أن عبر لهم أبناؤهم عن استيائهم من الأكل المقدم لهم في هذه المطاعم وبالتالي فقد قرر اغلبُهم عدم الاستفادة من هذه الوجبات التي تفتقر إلى كل معايير الأكل الصحي الكامل الموجه للتلاميذ والذي يجب أن يكون متكاملا مكونا من عدة أطباق متوازنة حسب ما يوصي به الإخصائيون في التغذية من اجل النمو السليم للطفل وتسهيل عملية التحصيل العلمي لديه، فلقد أكد لنا بعض الأولياء أن أبناءهم عزفوا عن الذهاب للأكل في المطعم المدرسي وتظل بطونهم خاوية إلى أن يرجعوا إلى المنزل، وهذا بسبب عدم رضاهم عن الأكل المقدَّم لهم في هذه المطاعم التي تركز في أطباقها المقدمة على تقديم نفس الأكل على مدار الأسبوع الذي لا يتبدل ولا يحيد عن أطباق محددة كالفاصوليا والمعكرون. والطبق الذي يتكرر حسب التلاميذ في هذه المناطق هو مرق الخضر وهو من اختراع خاص بطباخي هذه المطاعم، أما اللحوم سواء البيضاء أو الحمراء فهي غائبة تماما عن هذه الأطباق، وحتى الفواكه أو بعض المقبلات فهذه لا يرونها إلا في المناسبات أو حين التفتيش، فعند حضور المفتشين لمراقبة وضعية المطعم والأكل المقدم ونوعيته ونظافة المطبخ والطباخين وكل الوسائل وأن التلاميذ يستفيدون في الواقع من كل المواد التي تقدم للمطعم من طرف مديرية التربية وبإشراف وزارة التربية، إلا أن كل هذا التقدير الذي يحظى به هؤلاء التلاميذ المساكين في يوم التفتيش الذي لا يكون إلا مرة أو مرتين في العام، لذا فان العدد الكبير للتلاميذ الوافدين على المطعم في هذا اليوم سرعان ما يتضاءل وينقص مع مرور الأيام وسرعان ما تعود ريمة لعادتها القديمة، وهذا الوضع يعتبر أكثر انتشارا في الجهات النائية من الوطن خاصة في المناطق الجنوبية التي تعرف تعسفا وظلما كبيرين باتجاه التلاميذ. وعليه فإن بعض الأولياء يتَّهمون القائمين على هذه المطاعم خاصة العاملين في المطبخ بالتلاعب بالمواد الغذائية والسلع الموجهة في الأصل لإعداد أكل متكامل للتلاميذ، خاصة فيما يتعلق باللحوم والفواكه التي غابت تماما عن الأطباق المقدمة للتلاميذ، فمن المسؤول عن هذا الغياب إن لم يكن هؤلاء، فمعظم مديريات التربية بالجزائر تؤكد توفيرها لكل الوسائل اللازمة لهذه المطاعم المدرسية لضمان مأكل مناسب لكل التلاميذ يعينهم على التحصيل الدراسي، إلا أن المراقبة غائبة بشكل شبه تام في بعض المؤسسات التربوية والتي من شانها أن تحرص على عدم انفلات الأمور من اجل ضمان تقديم وجبات كاملة لهؤلاء التلاميذ، كما ينوه البعض إلى دور جمعية أولياء التلاميذ بالتعاون مع الجماعات المحلية كالبلديات والولايات من اجل المراقبة والتسيير العقلاني لهذه الأموال الممنوحة من الوزارة لمختلف المديريات والتي تقوم بدورها بتوزيعها على المطاعم المدرسية التي غالبا ما تشهد تلاعبا خطيرا من حيث التسيير وإخضاع كل الميزانية لفائدة التلاميذ.