تشهد مختلف أسواق العاصمة، ارتفاعا جنونيا لأسعار الخضر والفواكه قبل أقل من أسبوعين على عيد الأضحى المبارك؛ إذ وجد المواطنون أنفسهم مرة أخرى أمام ذات المشكلة التي تواجههم، مع حلول كل مناسبة، كشهر رمضان المعظم، وعيدي الفطر والأضحى وعاشوراء، بالإضافة إلى المولد النبوي الشريف ورأس السنة الهجرية أو محرم، وغيرها. وكما هو متعارف عليه عند العائلات الجزائرية، فان لهذه المناسبات ترتيبات خاصة، وعليه فالإقبال على اقتناء الخضر والفواكه يكون مرتفعا، وبما انه عيد الأضحى المبارك، فالعديد من الأسر تعتمد بشكل مباشر طيلة أيام العيد وبشكل خاص الثلاثة أيام الأولى منه، على أطباق معينة تكون فيها البطاطا والطماطم والفلفل واللفت والكوسة، بالإضافة إلى السلطة الخضراء الحاضرة الأساسية، على موائدهم، وهي ذات الخضر التي عرفت أسعارها ارتفاعا صاروخيا، في الأيام القليلة الماضية. ومن خلال الجولة التي قادتنا إلى كل من أسواق عين النعجة، باش جراح وباب الواد، وقفنا على مدى هذا الارتفاع؛ ففي سوقي عين النعجة وباش جراح بقي سعر البطاطا مستقرا عند حدود 50 و55 دج، في حين وصل سعرُها في سوق باب الواد إلى 70دج، أما أسعار اللفت والجزر فتراوحت ما بين25 دج و30 دج في سوق باش جراح فيما فقز سعرها في سوقي عين النعجة وباب الواد إلى حدود 40 و55دج، أما الكوسة فكانت من أكثر الخضر التي مسها الارتفاع إذ فقز سعرها في كل الأسواق السابقة إلى80 و85دج، في حين لم تتجاوز في الأيام العادية حدود 30و45دج، لا سيما وأنها من الخضر الأساسية لتحضير مختلف الأطباق كالكسكسى والبكبوكة في عيد الأضحى المبارك. الطماطم والسلطة والفلفل هي الأخرى كانت من أكثر الخضر التي تعرضت للارتفاع فبعدما كان سعر الطماطم 50دج هاهو يقفز إلى 80و100دج، أما السلطة فقز سعرها هي الأخرى غالى 100و120دج، في حين تجاوز سعر الفلفل الحلو والحار معا سقف 140دج بعدما كان لا يتجاوز قبل أقل من شهر سعر 50و65دج. هذا فيما يخص أسعار الخضر التي تبقى مرشحة للارتفاع أكثر مع الأيام القليلة القادمة، التي تفصلنا عن عيد الأضحى، حسب بعض الباعة بسوق باش جراح، الذين أكدوا لنا ذلك. أما الفواكه فهي الأخرى شهدت ارتفاعا خياليا، خصوصا بالأسواق الواقعة في المناطق الراقية، وإذا قمنا بمقارنتها مع الأسعار في الأسواق الشعبية، نجد بأن الأسعار بهذه الأخيرة تعتبر نوعا ما في متناول المواطن عموما. من جهتهم عبر المواطنون عن استياءهم العميق، من هذا الارتفاع الذي يثقل كاهلهم مع حلول كل مناسبة، إذ قالت السيدة (ب. س) أن خوفها في تزايد مستمر كلما اقترب عيد الأضحى، نتيجة اغتنام التجار الفرصة وفرض أسعار خيالية على مختلف الخضر والفواكه، وهو الأمر الذي يصعب من قدرة المواطن البسيط لتوفير هذه المواد لأسرته، سيد آخر قال بأن هذه الأسعار أنهكته خصوصا وأنه وضع ميزانيته الخاصة هذه المرة من أجل شراء أضحية العيد لأولاده، لكن من غير المعقول أن يوفق في كافة المصاريف بالنظر إلى الارتفاع الجنوني في أسعار عدد هام من المواد الاستهلاكية الأساسية في عيد الأضحى المبارك، يضاف إليها سعر الأضحية نفسها. وبالحديث عن أضحية العيد، فان حتى أعضاء وأحشاء الخروف كالكرش والرأس (البوزلوف) والكبد والقلب واللحم، التي تُعدُّ المهرب الوحيد للعائلات التي تعجز عن اقتناء الأضحية، شهدت أسعارها أيضا ارتفاعا، مرشح بدوره لان يصل لمستويات أعلى في الفترة المقبلة، التي تفصلنا عن عيد الأضحى، فقد كانت أسعار الكرش والرأس 250 دج قبل العيد، أما الآن فقد وصلت إلى حدود 400و450 دج، وستصل – حسب بعض القصابين- إلى حدود 800و1200دج ليلة العيد، أما بالنسبة للكبد فسيصل سعرها هي الأخرى إلى 1600دج، وهو ما سيحرم المواطن ذا الدخل البسيط ليس من الأضحية فحسب بل حتى من بعض أجزائها التي كانت تعوض فيما مضى عنها، وليبقى المواطن وحده من يعاني من هذه الارتفاعات التي تسبق كل مناسبة من المناسبات، رغم كافة الإجراءات المتخذة للحد من التلاعب بالأسعار عند اقتراب المواسم والأعياد وغيرها من المناسبات.