ربما قد لا يستسيغ الكثيرون هذا الكلام العلمي والطبي، مادام أن غالبيتهم ينتظرون يومي عيد الأضحى بفارغ الصبر، من كل عام، للاستمتاع بمذاق اللحوم والأطباق المختلفة المعدة منها، على اختلاف طرقها وأساليبها التي يتفنن فيها هؤلاء، خصوصا من الأسر البسيطة التي لن تكون لها فرصة الاستمتاع بمذاق اللحم، إلا مع قدوم عيد الأضحى للسنة المقبلة· لكن الحقيقة الثابتة هي أن الإكثار من تناول اللحوم والشحوم وما شابه ذلك، يمكن أن ينتهي بتعقيدات صحية يكون المرء في غنى عنها، وقد تفسد عليه بهجة العيد بأكمله، حيث يحذر عدد من أهل الاختصاص من الإسراف في تناول اللحوم الحمراء وتجنب المواد الدهنية من النوع الحيواني التي تحتوي على دهنيات مشبعة تؤثر على القلب أكثر من الدهنيات غير المشبعة، حيث يفضل العديد من الناس أيام العيد تناول اللحوم الحمراء ولكن وللأسف بطريقة شرهة، الأمر الذي تكون له دون أدنى شك آثاره السلبية، أقلها حدوث زيادة في الوزن، ويقول الأخصائيون، إن اللحوم الحمراء(الغنم والبقر) تزود الجسم بأهم الأحماض الأمينية والفيتامينات مثل(أ) و (د) و (ب) المركب، والأملاح المعدنية مثل الحديد والنحاس والزنك والسلينيوم والكالسيوم والبوتاسيوم والفوسفور مما يساعد علي تقوية الجهاز المناعي والعظام، بالإضافة إلى أنها تمد الجسم بطاقة حرارية أكبر من التي يعطيها نفس الوزن من اللحوم البيضاء (الأسماك والأرانب والدواجن)، كما أنها أكثر غنى بالحديد، إلا أن اللحوم البيضاء أسرع هضما وأكثر ملاءمة للمرضى ومن هم في دور النقاهة· ويحذر الأطباء، من أضرار الإفراط في تناول اللحوم الحمراء لاحتوائها على كمية كبيرة من الدهون الضارة قد تؤدي عند البعض إلى ارتفاع نسبة دهون الدم مع إرهاق للكبد وتراكم الدهون عليه، كما أن زيادة كمية البروتينات تعتبر عبئا زائدا على الكلي مما يقلل من وظيفتها للتخلص من السموم الناتجة عن تحلل البروتين وأهمها حمض اليوريك الذي تزيد نسبته في الدم مما يتسبب في مرض النقرس، هذا بالإضافة إلى خطورة ارتفاع نسبة دهون الدم على شرايين المخ والشرايين التاجية للقلب فيما يعرف بمرض تصلب الشرايين، وينصح الأطباء بالتخلص من الدهون الظاهرة الموجودة في اللحم قبل حفظه بالتجميد أو إعداده للطهي، وذلك بمنع امتصاص اللحم لهذه الدهون في أثناء الطهي، مع ضرورة تناول وجبات متكاملة ومتوازنة تكون نسبة اللحوم فيها صغيرة بالنسبة للخضراوات والنشويات، بحيث لا يتعدي مجموع اللحوم الحمراء التي يتم تناولها على مدى اليوم100 جرام للإنسان البالغ المتمتع بالصحة، مع التركيز على الخضراوات الورقية لأنها تحتوي على ألياف تقلل من الأثر السلبي للحوم على الصحة، كما أن تناول النشويات يساعد على استفادة الجسم من الوظائف الحيوية المهمة لبروتين اللحوم بدلا من استخدامها لإنتاج الطاقة التي يجب صحيا الحصول عليها من النشويات، فيما يفضل عدم تناول اللحوم في أكثر من وجبة يوميا، كما لا يجب الاعتماد على اللحوم الحمراء خلال جميع أيام العيد بل يمكن استبدالها بلحوم الأسماك أو الطيور لتقليل المحتوي الدهني لوجبات العيد، ويفضل إضافة كمية كبيرة من البقدونس والبصل والليمون مع وجبات اللحوم لأنها تساعد على التقليل من حمض اليوريك، وكذا عدم تناول المياه الغازية في أثناء أو بعد تناول الوجبة مباشرة لأنها تتسبب في عسر الهضم واضطرابات المعدة·