ميترو العاصمة·· وجامع الجزائر الكبير·· مشروعان تقاطعا في نقطتين متباينتين، واحد تحول من حلم إلى حقيقة، وآخر أصبح حلما على وشك التحقيق، حين أعلن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، ما يمكن وصفه بالثورة التنموية الجديدة في عيد ثورة نوفمبر المجيدة التي جاء الاحتفال بذكرى اندلاعها هذه السنة حافلا بتدشين العديد من الإنجازات الكبيرة، أبرزها الميترو، ووضع حجر الأساس لإنجازات كبيرة أخرى، أهمها الجامع الكبير· وكانت زيارة الرئيس بوتفليقة لعدد من بلديات وأحياء الجزائر العاصمة، عشية الاحتفال بالذكرى ال57 لاندلاع ثورة نوفمبر المجيدة مناسبة أكد من خلالها القاضي الأول في البلاد، ميدانيا، استمرار مسيرة البناء والتنمية والإنجازات، بالتوازي مع مسيرة المصالحة والإصلاحات، فالرئيس الذي توجد العديد من مشاريع القوانين المستمدة من توجيهاته وتعليماته الإصلاحية بين أيدي نواب وأعضاء غرفتي البرلمان نزل إلى الميدان لتدشين منجزات ضخمة، في مقدمتها ميترو العاصمة الذي يرفع عاصمة الجزائر إلى مصاف العواصم الأكثر تحضرا في العالم، والمقر الجديد لوزارة الشؤون الخارجية الذي يعد أكبر مقر وزاري يتم تشييده بالجزائر منذ الاستقلال· ولم يقتصر بعث مسيرة البناء والتشييد والعصرنة على تدشين منجزات انتظرها الجزائريون لعقود، كما هو حال الميترو، بل تعداه إلى وضع حجر أساس مشاريع ضخمة جديدة، يُنتظر أن تتحول من حلم إلى حقيقة في غضون سنوات قليلة، يتقدمها مشروع جامع الجزائر الكبير الذي يعد تحفة معمارية ومعلما حضاريا يشرف الجزائر· ميترو الجزائر·· الأول مغاربيا والثاني إفريقيا تميزت زيارة العمل والتفقد التي قام بها رئيس الجمهورية لولاية الجزائر، وسط حضور رسمي كبير، وارتياح شعبي واسع، بوضع حجر أساس عدد من المشاريع وتدشين أخرى لاسيما ميترو الجزائر الذي يعد الأول من نوعه مغاربيا والثاني إفريقيا· وقد حظي تدشين رئيس الدولة لميترو الجزائر بتغطية اعلامية واسعة بالنظر إلى الأهمية الاجتماعية والاقتصادية والتجارية التي يكتسيها مثل هذا الإنجاز الذي من شأنه أن يفرج كثيرا على سكان العاصمة من حيث أنه سيعزز شبكة النقل الحضري الجماعي بهذه المدينة· وبعد حفل تدشين هذا الإنجاز -الذي بلغت تكلفته الاجمالية 100 مليار دينار أي ما يعادل 1 مليار يورو- استقل رئيس الدولة الميترو باتجاه محطة البريد المركزي في رحلة رمزية دامت قرابة 15 دقيقة كان مرفوقا فيها بوفد رسمي وصحفيين جزائريين وأجانب· ويعبر ميترو الجزائر الذي يبلغ طوله الأولي 5.9 كيلومتر، عشر محطات واقعة ببلديات باش جراح والمقرية وحسين داي وسيدي امحمد والجزائر الوسطى· وبتشغيله سينقل الميترو 25000 مسافر في الساعة والاتجاه أي أكثر من 60 مليون مسافر سنويا على مجموع الخط الأول الذي يتشكل من 10 محطات· ويحتوي مشروع ميترو الجزائر عدة توسعات ليبلغ في 2020 شبكة طولها 40 كيلومتر من الدارالبيضاء إلى درارية· وقبل ذلك، كان رئيس الدولة قد دشن مركز التحكم المركزي لميترو الجزائر الواقع على مستوى العناصر الذي يضطلع بتسيير حركة سير القطارات في الوقت الفعلي ويسهر أيضا على أمن المسافرين· كما يمكن انطلاقا من هذا المركز ملاحظة وضعية القطارات ونمط القيادة وكذا الطاقة الكهربائية وطرق توقيف القطارات، علما أن مركز التحكم مزود بنظام مراقبة عن طريق الفيديو كفيل بضمان أمن المسافرين والتجهيزات· الجزائريون يكتشفون الميترو تم أمس الثلاثاء تشغيل ميترو الجزائر الذي دشنه رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة يوم الإثنين في جو بهيج، حيث بدأ سكان العاصمة في الصباح الباكر بالالتحاق بمختلف المحطات من حي البدر إلى غاية محطة بريد الجزائر لاستعمال وسيلة النقل الحديثة· ويمتد ميترو الجزائر في مرحلة أولى على مسافة 5.9 كلم مرورا بعشر (10) محطات من بلدية باش جراح· ومن المؤكد أن الميترو سيساهم في تحسين النقل الحضري على مستوى العاصمة من حيث (النوعية) و(الكمية)· وبتشغيله سيقل الميترو خلال ساعات الازدحام كل ثلاث دقائق وعشرين ثانية وخلال أوقات الفراغ كل خمس دقائق 25000 مسافر في الساعة والاتجاه أي أكثر من 60 مليون مسافر سنويا على مجموع الخط الأول· حلم الجامع الكبير يوشك على التحقق يوشك حلم جامع الجزائر الكبير على أن يصبح حقيقة، بعد أن وضع الرئيس بوتفليقة بالمحمدية (شرق العاصمة) حجر أساس إنجاز المشروع الذي يكتسي أهمية علمية واجتماعية وحضارية ويتعلق الأمر بجامع الجزائر· ويتكون هذا المشروع المتعدد الوظائف من 12 بناية منفصلة تتربع على موقع يمتد على حوالي 20 هكتارا مع مساحة إجمالية تفوق 400 ألف متر مربع· كما تم بهذه المناسبة عرض شريط مصور حول تهيئة مداخل الجامع الذي يضم قاعة للصلاة تتسع ل120 ألف مصلي ودارا للقرآن لفائدة طلبة مرحلة ما بعد التدرج تقدر طاقة استيعابها ب300 مقعد بيداغوجيا ومركزا ثقافيا اسلاميا ومركزا للعرض إضافة إلى مكتبة تضم نحو 2000 مقعد وتستوعب مليون كتاب وقاعة للمحاضرات ومتحفا للتاريخ ومراكز بحث في الميادين التاريخية والعلمية ومراكز بحث في تاريخ الجزائر· ويتضمن هذا المشروع العملاق قاعات مزودة بوسائل متعددة الوسائط وأجنحة إدارية فضلا عن حظيرة للسيارات تتسع ل6000 مكان ومساحات خضراء ومحلات تجارية· وقد تم منح إنجاز مشروع جامع الجزائر للمؤسسة الصينية "شاينا ستايت كونستراكشن" بعرض يفوق بقليل 100 مليار دينار (363.1 مليار دولار) وحددت مدة إنجاز المشروع ب48 شهرا· وبنادي الصنوبر (غرب العاصمة) وضع الرئيس بوتفليقة حجر أساس مشروع إنجاز المركز الدولي للمحاضرات· وسيتم إنجاز هذا المشروع الذي يتربع على مساحة 270000 متر مربع بتكلفة جزافية تقدر ب50 مليار دينار من قبل المؤسسة الصينية (شاينا ستايت كونستراكشن اينجنرينغ كوربورايشن) أما الإشراف التقني فأوكل للمراقبة التقنية للبناء لتيبازة· وقد قام بإعداد الدرسة المؤسسة الايطالية (فابريتشي وشركائه-أركيتيتي) وحددت آجال الإنجاز ب32 شهرا· ويتكون هذا المشروع -الذي ينتظر تسلمه في 30 نوفمبر 2013 -- من عمارة رئيسية وأخرى للخدمات وقاعة محاضرات وقاعات فرعية للمحاضرات وقاعة متعددة الخدمات وقاعة شرفية بالإضافة إلى قاعة للصحافة وفضاءات للمعارض· وتعزيزا لهياكل مؤسسات الدولة دشن الرئيس بوتفليقة المقر الجديد لوزارة الشؤون الخارجية الذي يقع بهضبة العناصر على مساحة تقدر ب69736 متر مربع ويتكون من تسع عمارات محيطة بساحتين كبيرتين مع تهيئة داخلية تغطي مساحة 53000 متر مربع· كما يضم قاعة (للأزمات) تقدر مساحتها ب510 متر مربع وفضاءات مخصصة لمصالح الصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية والبريد والمصالح الطبية والاجتماعية والصندوق الوطني للضمان الاجتماعي وحوادث العمل والخطوط الجوية الجزائرية· وقد حظي الرئيس باستقبال شعبي حار في مختلف النقاط التي زارها، ورفع المواطنون شعارات مؤيدة لمسيرته التنموية والإصلاحية·