قال خبيرٌ مصرفي كبير سابق في معرض تحليله لحركة احتجاجية تشهدها بريطانيا إن اقتصاد السوق فقدَ أسسه اخلاقية فيما يقترن بعواقب وخيمة. جاءت تعليقات كين كوستا وهو رئيس سابق لبنك "يو. بي. اس يوروب آند لازارد انترناشونال" بعد تعيينه من قبل ريتشارد تشارترز أسقف لندن لقيادة مبادرة تهدف إلى إعادة الربط بين المال والأخلاق، وفقاً لوكالة رويترز. وأصبحت بريطانيا مشغولة بأخلاقيات الرأسماليين الكبار منذ أن نصبت مجموعة من المتظاهرين الساخطين على تجاوزات الرأسمالية الحديثة والتفاوت الهائل في الثروة خياما خارج كاتدرائية سان بول في لندن الشهر الماضي. وأثار الجدل الذي سلط احتجاج سان بول الاضواء عليه تعليقات من رئيس الوزراء المحافظ ديفيد كاميرون ورئيس كنيسة انجلترا كبير أساقفة كانتربري روان وليامز حيث اثارا تساؤلا حول التنظيم بما في ذلك فرض ضريبة على المعاملات المالية. وكتب كوستا في صحيفة صنداي تليغراف إنه سينظر في كيف تمكنت السوق من الانزلاق من قواعدها اخلاقية. واضاف على مدار بعض الوقت وخاصة خلال الاندفاع القوي في العقود القلائل الماضية انحرف اقتصاد السوق عن أسسه اخلاقية فيما يقترن بعواقب وخيمة . وفي حين انه لا يزال يعتبر الحوافز المالية على انها شرعية وفعالة يقول ان هناك حاجة الى اعادة التوازن بين المخاطر والمسؤولية والمكافأة. وتتشابه مظاهرة سان بول مع غيرها في جميع أنحاء العالم لكنها سلطت الأضواء ليس على مكافآت رجال البنوك ورواتب المديرين فسحب ولكن أيضا على العلاقات بين الساسة والمموِّلين والكنيسة والدور الذي ينبغي أن تضطلع به في المجتمع. وكتب كبير اساقفة يورك جون سنتامو وهو ثاني أبرز رجل دين في كنيسة انجلترا في صحيفة اقليمية في مطلع الأسبوع الآثار السيئة للتفاوت الكبير في الدخول بين الأغنياء والفقراء تتمثل في أنها تضعف حياة المجتمع وتؤدي إلى مجتمعات أقل تماسكا. وأظهرت دراسة جديدة أن كبار مديري الشركات في بريطانيا يحصلون على زيادة متوسطها 50%، في حين أن غالبية البريطانيين يتعين عليهم تحمل تجميد الرواتب خلال فترة التقشف التي تفرضها الحكومة لخفض الديون العالية.