حلت قبل أيام الذكرى الأليمة لفيضانات باب الوادي التي تصادف العاشر أكتوبر 2001، وقد مرتعشرة سنوات كاملة على هذه الواقعة التي ألمت بهذه المنطقة وما جاورها وخلفت أكثر من1100 قتيل بالإضافة إلى المفقودين والمشردين جراء هذه الكارثة الطبيعية التي أصبحت تشكل كابوسا مخيفا لسكان هذا الحي العتيق. وإحياء لهذه الذكرى التي ستبقى راسخة في أذهان من عايشوها أو من فقدوا عزيزا وقريبا مات غرقا في هذه الواقعة، قامت جمعية فتية متكونة من أبناء باب الوادي تسمى جمعية إنقاذ باب الوادي بتنظيم فعالية فنية متنوعة النشاطات وهذا ظهيرة يوم الخميس الماضي أي بتاريخ الذكرى بقاعة عز الدين مجوبي بجوار قاعة حرشة ببلكور في العاصمة، ورغم إمكانياتها البسيطة حاولت هذه الجمعية ان تتضامن مع سكان باب الوادي بخلق متنفس لهم من خلال هذا النشاط التفاعلي الذي نشطه المنتسبون والمتطوعون في هذه الجمعية التي أنشئت خلال سنة 2006 من اجل مساعدة أبناء الحي و إخراجهم من هذه القوقعة التي تحاصر أحلامهم وآمالهم في الارتقاء، وكانت هذه الفعالية الفنية فرصة لالتقاء بعض العائلات التي تضررت بهذه الفاجعة ولا زالت أثارها إلى الآن ماثلة أمام أعينهم خاصة فيما يتعلق بالعائلات التي فقدت احد أفرادها، فرغم مرور مدة طويلة إلا ان الجرح لم يندمل بعد لأنه لم يكن عاديا ومتى كان الموت عاديا خاصة بالغرق بسبب انعدام التهيئة في هذا الحي الذي لازال يعيش الخوف من كابوس آخر قد يداهمه مع حلول كل فصل شتاء.. الملفت في النظر ان العائلات التي مات احد أفرادها كانت اقل حزنا مقارنة بالتي لم تعثر إلى الآن على احد أفرادها ولا حتى على جثه التي تدل على موته الأكيد،والعجيب ان الأمل ينمو لديه في العثور عليه وان يدق عليهم الباب ذات يوم، فالمفقود يعتبر حيا إذا لم يعثر على جثته، وهذا ما أكدته العديد من العائلات التي غادرت اغلبها هذا الحي بسبب تجربتها الأليمة فيه، فالمكان لم يعد آمنا حتى ولو أعيد تهيئته كليا ذات يوم و هذا لا زال بعيدا. في هذه الذكرى العاشرة أراد بعض الناجين إلقاء نظرة على بعض أحياء باب الوادي التي غمرتها المياه ذات خريف و لم يفلح أي احد في إنقاذها من هذا الكابوس، كلمات الحمد والشكر كانت على السن أكثرهم خاصة عند منطقة بوفريزي وتريولي فعند السوق الذي كان منذ عشر سنوات يعج بالزبائن الآتين من كل مكان للظفر بالأسعار الزهيدة التي يعرضها،لكنه كان سببا غير مباشر في غرق وهلاك الكثيرين بسبب انحداره و تعرجاته الكثيرة، أما السكان الذين لا زالوا في المنطقة خاصة في البيوت القصديرية التي لم تستفد بعد من عمليات الترحيل، فهي تشتكي دوما من احتمال كبير لتعرضها للخطر بسبب الموقع حيث اغلبها مبنية فوق هضبات فالخوف من معايشة نفس مصر سكان البيوت القصديرية في ذلك الوقت حيث كانوا هم أول الضحايا في هذه الفاجعة، فالخطر لا يزال إلى الآن و بعد مرور عشر سنوات على فيضانات باب الوادي كابوسا جاثما على أهالي الضحايا و على السكان الذين يخافون و يخشون ان يدخلوا قائمة الضحايا إذا لم تتدخل السلطات المحلية لإنقاذهم.