التحقت 205 عائلات كانت تقطن بالسكنات القصديرية بحي ''ديار الشمس'' ببلدية المدنية، منذ صبيحة أمس بسكنات جديدة بحي ''طاهر بوشايتا ببلدية تيقصراين في شقق متكونة من غرفتين وثلاث غرف، حيث ودّعت العائلات تلك الظروف المعيشية المزرية على وقع الزغاريد ورفع الراية الوطنية وبإطلاق عبارات الامتنان والشكر لرئيس الجمهورية، بعد معاناة طويلة والعيش في ظروف اجتماعية قاهرة غير إنسانية واجهها سكان حي ''ديار الشمس'' ببلدية المدنية. استعاد المواطنون كرامتهم أمس مباشرة بعد أن وطأت أقدامهم الشقق التي استفادوا منها في إطار أول عملية لإعادة إسكان مواطني العاصمة المتضررين من أزمة السكن الخانقة، والتي كان والي العاصمة قد أعلن نهاية الأسبوع أن برنامج القضاء على السكن الهش والقصديري بالعاصمة في إطار برنامج رئيس الجمهورية، سوف يمس 12 ألف مواطن، وسيكون سكان حي ''ديار الشمس'' أول المستفيدين بعد أن ضاقت بهم الدنيا منذ سنوات طويلة، مما جعل الآلاف منهم يخرجون للاحتجاج لمدة يومين في سابقة تعد الأولى من نوعها بالعاصمة بقطعهم كل الطرقات للمطالبة بالإسراع في ترحيلهم. المرحلة الأولى من عملية الترحيل بحي ''ديار الشمس'' مسّت جميع المواطنين أصحاب البنايات القصديرية، ليتم استكمال العملية ابتداء من ليلة اليوم تشمل 307 عائلات من القاطنين بالعمارات في نفس الحي تتعلق بتلك المهددة بالانهيار، حسب ما أكده ل ''البلاد'' مدير السكن لولاية الجزائر إسماعيل محمد الذي وجدناه منهمكا في تأطير عملية استقبال طعون المواطنين وكذا تسجيل تلاميذ المؤسسات التربوية، والذي أوضح أن المرحلة الثانية من عملية إسكان مواطني ''ديار الشمس'' يتم تجسيدها يوم غد الثلاثاء حيث يتم ترحيلهم إلى حي ''جنان سفاري'' بتيقصراين، وأضاف أن ''عملية الإسكان على مستوى العاصمة تشمل 12 ألف ساكن، ويتعلق البرنامج بسبعة محاور تستهدف إعادة إسكان المواطنين القاطنين بالشاليهات، السكنات الفوضوية وسط المدينة، الأحياء، العمارات المهددة بالانهيار، دويرات القصبة العتيقة والقاطنين بالمقابر والسطوح والأقبية''. انتقلنا من حي ''ديار الشمس'' الذي جنّد فيه أزيد من 500 موظف تابعين لمختلف المؤسسات على غرار ''أسروت'' التي جندت أكثر من 300 عامل من أجل تطهير المكان بعد تهديم البنايات القصديرية عقب ترحيل المواطنين وأكثر من 30 شاحنة ومعدات الأشغال العمومية لرفع الركام بحضور كل من المصالح المعنية منها مصالح مؤسسة اتصالات الجزائر وسونلغاز وبتغطية أمنية مكثفة تميّزت بتجنيد عناصر الشرطة والحماية المدنية، ثم توجهنا إلى تيقصراين حيث كانت الشاحنات المحملة بأثاث المواطنين تصل الواحدة تلوى الأخرى، العائلات التحقت بشققها على وقع الزغاريد والراية الوطنية ترفع في السماء شاكرين رئيس الجمهورية على استجابته لمطالبهم الطويلة، فيما تم تنصيب مكاتب لاستقبال طعون المواطنين المستفيدين، حيث تم إحصاء على الأقل 17 طعنا يتعلق برفض بعض المواطنين السكن في شقق في الطوابق الأخيرة نظرا للحالة الصحية لهم أو وجود أشخاص مسنين في العائلة. أما آخرون اشتكوا عدم إنصافهم بمنحهم سكن متكون من غرفتين في حين يرون أنهم يستحقون شقة من ثلاث غرف نسبة إلى عدد أفراد العائلة. وما عدا ذلك عبّر المواطنون عن فرحتهم خاصة الشباب منهم، معتبرين أن ''عملية إسكانهم في سكنات جديدة تطبيقا لتعليمات رئيس الجمهورية يعتبر بالنسبة لهم عيدا للاستقلال''.