أصبحت غابة ''قورصو'' هذه الأيام ومع ارتفاع درجات الحرارة الموسمية الوجهة المفضلة لسكان العاصمة وضواحيها، الذين ملوا من البحث عن الأماكن الهادئة خاصة مع الاكتظاظ الرهيب الذي تشهده الولاية قبيل حلول شهر أوت الجاري الذي سيتزامن مع شهر رمضان المعظم، هذا المنظر الجميل الذي يساعد على تهدئة الأعصاب من جهة وتغيير جو الضجيج من جهة أخرى بعيدا عن الاختناق المروري والحركة الثقيلة، يشد إليه العاصميين وكذا سكان ولاية بومرداس ومناطق جوارية أخرى. فغابة ''قورصو'' بمخرج ولاية بومرداس الساحلية التي تبعد عن محيطها بحوالي 2 كلم، كما تعتبر مقصد السياح الذين يفضلون الهدوء والتمتع بالمناظر الخلابة التي يحتويها بلدنا إضافة إلى أنها استحوذت على المرتبة الأولى فيما يخص عوامل الجمال والنظافة والهدوء الذي يبحث عنه المواطن في مختلف الأمكنة. فبعدما ملت العائلات الجزائرية البحث عن الأماكن الهادئة والمحترمة التي قلت في محيطنا، خاصة بشواطئها التي تشهد إقبالا مكثفا خاصة منذ بداية شهر جويلية الجاري، أين بات من المستحيل جلوس العائلات رفقة بعضها بسبب المناظر غير المحترمة وأمام الملأ التي تثير استياء العائلات المحترمة، قيت هذه الأخيرة في غابة ''قورصو'' وجهتها المفضلة، فالمنطقة تضم إلى كل ما يحتاج إليه المصطاف فضلا عن كونها تقع بمحاذاة البحر فمن السباحة إلى الاستراحة تحت الأشجار وظلالها، ناهيك عن الألعاب الخاصة بالأطفال والشباب. المصطافون يفضلون الغابة على النزول إلى البحر لم نتوقع العدد الهائل من العائلات المتواجدة بغابة ''قورصو''، حيث باتت العائلات تفضل الجلوس والاستمتاع داخل الغابة وسط أشجارها، على النزول إلى البحر الذي بات آخر اهتمامها، مؤكدين أن الجلوس في البحر لديه نكهته الخاصة إلا أن الجلوس بالغابة ذو نكهة خاصة ومميزة اكثر وأن الأفراد يتسابقون مع الزمن طيلة تسعة أشهر للوصول إلى مقرات عملهم وكذا مقرات دراساتهم وينظرون حلول موسم الاصطياف للالتحاق بغابة ''قورصو'' والاستمتاع بهوائها النقي. وما زاد من انجذاب المصطافين لهذه الغابة هو أنهم يجدون المكان الواسع للجلوس تحت الظل بعد التمتع بالسباحة، ومنهم من يتجول بالغابة ليتمتع بجمالها، في ظل ازدياد اهتمام لسلطات المحلية وإعطائهم الرعاية الكاملة للمنطقة. مصالح البلدية تبدي اهتمامها الواسع بنظافة الغابة عبر عدد كبير من المصطافين وزوار غابة ''قورصو'' عن سعادتهم الكبيرة بالجو النظيف وراحة البال التي يلقونها لكما حطوا رحالهم بهذه الغاب، وقد أكد زوار الغابة أن السلطات المحلية تعمل جاهدة على ترك المساحات الخضراء نظيفة بعد خروج العائلات منها، وذلك طوال أيام الأسبوع. ومازاد من اهتمام العائلات بهذه الغابة التي لا تبعد كثيرا عن شاطئ البحر هي تلك التسلية التي يجدونها بفضل تواجد عدد مهم من ألعاب التسلية والرياضة، فمن الأرجوحة إلى ألعاب التزحلق والتوازن وألعاب أخرى مسلية، وهناك من الأطفال من يفضلون مطالعة القصص بسبب الهدوء الرائع الموجود بغابة ''قورصو'' حركية كبيرة يلقاها تجار محلات الأكل الخفيف وتشهد ألعاب الأطفال ازدحاماً كبيراً بعد العصر بسبب كثافة الإقبال العائلي على الغابة بداية من هذه الفترة، بينما يبلغ الإقبال ذروته بعد غروب الشمس فيصعب على الكثير منها إيجاد طاولة أ حتى مقعد واحد لا سيما وأن أغلب العائلات تجلب معها عشاءها لتتناوله في الهواء الطلق. من جهتهم عبر الشباب عن ارتياحهم الشديد للتطور الذي تعرفه المحال الموجودة بغابة ''قورصو''، خاصة وأن بعض المحال قامت بوضع ألعاب تناسب الشباب الذين يقضون أوقاتا طويلة وبأسعار مناسبة. اختناق طرقات تيبازة وشرشال يحول مسار العائلات أكدت مختلف العائلات التي تحدثنا إليها أنها ملت من الاتجاهات التي اعتادت عليها مثل تيبازة وشرشال رغم الجمال السياحي الذي تتمتع به، خاصة وأنها تفتقر إلى غابات مثل غابة ''قورصو'' التي باتت وجهة الجميع كونهم يرتاحون أكثر، كما اكد من تحدثنا اليهم أن اختناق السير عبر الطريق السريع المؤدي على تيبازة وشرشال نهاية كل أسبوع وأحيانا حتى خلال أيام الأسبوع، صار يحول اتجاههم من غرب ولاية الجزائر العاصمة إلى شرقها، وتحديدا بومرداس. بهدف جذب عدد كبير من المصطافين .. غابة ''قورصو'' تتزود بعدد معتبر من الألعاب وقد شرع المسؤولون المحليون القائمون على نشاط وحركية غابة ''قورصو'' بتزويدها بعدد معتبر من الألعاب الخاصة بالأطفال وهذا بغية جذب أكبر عدد ممكن من المصطافين، الأمر الذي حدث فعلا حيث باتت الغابة تعرف إقبالا كبيرا من طرف العائلات، إضافة إلى المرافق الترفيهية التي أنشأها المسؤولين على مستوى الغابة. من جهتها استحسنت العائلات هذه المبادرة التي قام بها المسؤولين، خاصة وأن المكان محترم إذ يمكن للعائلات أن تجلس رفقة بعضها البعض دون أن تخجل مثلما يحدث ببعض المناطق الساحلية التي فقدت الاحترام. البطالون يغتنمون الفرصة من أجل كسب العيش تستمر السهرات في الغابة عادة إلى ما بعد الساعة الحادية عشرة ليلا أي قبل أن تفرغ ثنايا الغابة والشاطئ من الزوار، بينما تتواصل إلى ساعات الفجر الأولى في سهرات شهر رمضان الكريم لهذه السنة، لدى أحيطت الغابة بمجموعة من المحال التجارية التي تبيع سلعا مختلفة، أهمها ملابس البحر ولوازم السباحة ولعب الأطفال المختلفة، ومحلات الأكل الخفيف والشاي والمكسرات وكذا المثلجات التي تشهد رواجا كبيرا بفعل ارتفاع درجات الحرارة. فيما يلاحظ أن الشبان الذين يعانون البطالة لم يتركوا الأمر لأصحاب المحال وحدهم، واغتنموا فرصة الإقبال المكثف للعائلات كل مساء لينصبوا بدورهم طاولات صغيرة لبيع الفول السوداني والمكسرات والشاي وحلويات الأطفال، وحتى الشبان القادمين من عمق الصحراء الجزائرية أخذوا نصيبهم من الكعكة التجارية من خلال نصب خيمهم الصحراوية الأصيلة وتقديم شاي التوارق الشهير والمتميز بمذاقه الرفيع للزوار. يعمل جميع الباعة في محيط الغابة في إخاء ووفاق ودون حساسية بسبب رواج تجارة الجميع،وقد دفع رواج التجارة بهذه الغابة وشاطئ البحر المحاذي لها العديد من الأطفال إلى خوض غمارها بدورهم في عطلتهم الصيفية، حيث يقوم هؤلاء بحمل القفف والتجول بين ثنايا الغابة وشاطئ البحر لعرض مجموعة من المأكولات التقليدية الجزائرية على العائلات والمصطافين، وأهمها أكلة ''المحاجب'' المحلية الشهيرة، و''ليبيني'' والفول السوداني وحتى الشاي. البطالون لا يرغبون في انتهاء عطلة الصيف وقد عبر الشباب البطال عن استيائهم قائلين أنه بعد انتهاء العطلة الصيفية فإن مرارة العيش ستعاودهم من جديد بسبب انقطاع سبل العمل من جهة والملل الذي سيملأ فراغهم من جهة اخرى، خاصة وأن بعض الشباب يعملون على عائلاتهم خلال فصل الصيف والبعض الآخر يعمل من أجل اقتناء أدوات الدراسة وتقليل المصاريف التي تقع على عاتق أوليائهم مع اقتراب كل موعد دخول اجتماعي جديد.