حالة فوضى عارمة تشهدها مصلحة الحالة المدنية ببلدية بولوغين في العاصمة يوميا بسبب الطلب المتواصل للمواطنين على وثائقهم الشخصية من مكتب الأرشيف الذي لا زال غير قادر على استيعاب هذا الكم الهائل من الطلبات، خاصة مع عدم إدخال الإعلام الآلي في هذه المصلحة إلى غاية الساعة، وهذا ما صعب المهمة على كلا الطرفين، فحالة النرفزة والاحتجاج لا تخلو أبدا من مقر البلدية، فالمواطنون من جهتهم خاصة الآتون من أماكن بعيدة، لاستخراج ورقة واحدة أحيانا تستغرق منهم يوما كاملا من أجل الحصول عليها وربما تكون محتوية على بعض الأخطاء التي تستوجب التصحيح والإعادة وهذا بعد الاحتجاج الذي لا يتقبله في الغالب الأعوان المكلفون بهذه الخدمة، وسرعان ما يعلو الصراخ وتطال الألسن ما هو محرم، وفي الأخير يقبل الأعوان بإعادة الورقة ويقبل المواطن المغلوب على أمره بتمضية كل اليوم في البلدية حتى تغلق أبوابها· الموظفون في بلدية بولوغين من جهتهم يرمون باللوم دوما على المواطنين الوافدين عليهم، حيث يتهمونهم بسوء الأخلاق مع عدم احترام عون البلدية والحط من قيمته من خلال توجيه كلمات بذيئة لغلطة صغيرة قد يرتكبها دون قصد أو لتأخر قد يحدث في استخراج وثائقه، فأغلب المواطنين الوافدين على مصالح البلدية حسب هؤلاء الأعوان لم يعودوا يتحلون بالصبر ولا بالأخلاق خاصة فيما يتعلق باحترام الغير، لهذا فإنه أصبح من العسير التعامل معهم إلا بالصراخ فالقوة تكون هي الوسيلة الوحيدة للتفاهم ما بين الطرفين وهذا ما يؤكده نفس المواطنين المتعاملين مع مصالح هذه البلدية، فلقد ترسخ في أذهانهم مفهوم مفاده أن أعوان البلدية يستهزؤون بهم ويظلون كل الوقت وهو يلهون وبعد ساعات طويلة لاستخراج وثيقة لا تستغرق في الواقع أقل من ربع ساعة من أجل التفتيش عن السجل ومن ثمة البحث ما بين صفحاته المهترئة عن رقم شهادة الميلاد أو الزواج ثم كتابة بياناتها على الورقة الفارغة المخصصة لذلك، وكل هذا لا يستغرق أقل من ربع ساعة أو حتى نصف ساعة، هذا في حالة إذا لم يعثر العون على اسم الشخص بسهولة· الأعوان من جهتهم، يقولون إن عملهم جد متعب خاصة من ناحية السجلات القديمة والتي من الصعب أن تعثر فيها على أسماء الأشخاص وتواريخ تسجيلهم لا سيما إذا كان التاريخ قديما نوعا ما، فالعملية ليست سهلة كما يظن الكثيرون بل تحتاج الكثير من الجهد والتركيز، وتصعب العملية عندما تعرف المصلحة اكتظاظا زائدا في الأيام العادية خاصة عند بداية العام الدراسي والموسم الاجتماعي، على أنها لا تخلو أبدا على طول العام، فالحل حسب الطرفين أي السكان والموظفين هو إدخال نظام الإعلام الآلي على مصلحة الأرشيف ورقمنة كل الملفات كما هو الحال في البلديات المجاورة في العاصمة، التي استفادت أغلبها من هذا النظام الذي مس بعض السجلات ولم تكتمل العملية إلى الآن في أغلب البلديات كبلدية سيدي امحمد والجزائر الوسطى مثلا اللتان لا تزالان تشهدان إلى الآن حالة من التوتر اليومي في مصلحة الأرشيف في السجلات التي لم تصلها بعد هذه العملية التي بدأت منذ ما يقارب السنة· كما يحتاج مقر البلدية إلى عملية إعادة تهيئة شاملة، فعلى الرغم من المظهر الخارجي الذي هو غاية في الروعة والتصميم خاصة الحديقة الخارجية الملاصقة لملعب جواري خاص بكرة القدم، إلا أن الوضع بالداخل جد مزري بشهادة المواطنين الذين ملوا الرائحة الكريهة الصادرة من الكراسي العفنة ومن المكاتب التي أصبحت جدرانها سوداء من شدة التآكل والاتساخ، لهذا فإن كلا من السكان والموظفين يطالبون بتحسين ظروف هذه البلدية من خلال إنجاز عملية تهيئة شاملة لهيكلها مع ضرورة الإسراع برقمنة ملفات مصلحة الأرشيف الخاصة بذات البلدية·