كشف وزير التضامن الوطني السيد سعيد بركات أن رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة قد تابع (عن كثب) قضية البحارة الجزائريين الذين عادوا يوم الأحد إلى أرض الوطن بعد احتجازهم لمدة حوالي 11 شهرا من طرف قراصنة صوماليين، وأشار الوزير إلى أن نصائح بوتفليقة كانت وراء نهاية مأساة البحارة. وذكر السيد بركات في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية بعيد وصول هؤلاء البحارة إلى مطار بوفاريك العسكري أن (الدبلوماسية الجزائرية قد تمكنت من الحصول على إطلاق سراح البحارة بفضل اهتمام ونصائح رئيس الجمهورية الذي لم يتوقف قط عن متابعة هذه القضية عن كثب). وأكد الوزير أن الدبلوماسية الجزائرية (عرفت بفضل مهارتها وشجاعتها ومثابرتها كيف تعالج مع بلدان صديقة هذه القضية)، مؤكدا أن الجزائر لم (تتخل أبدا عن أبنائها حيثما وجدوا ومهما كانت الصعوبات). من جهته، جدد كاتب الدولة المكلف بالجالية الوطنية المقيمة بالخارج السيد حليم بن عطا الله مجددا التأكيد أن إطلاق سراح البحارة الجزائريين الذين كانوا محتجزين من طرف قراصنة في الصومال منذ حوالي 11 شهرا تم دون (دفع أي فدية). وصرح السيد بن عطا الله بعيد وصول هؤلاء البحارة إلى مطار بوفاريك العسكري أن (الرهائن الجزائريين ال17 تم إطلاق سراحهم بفضل وسائل مختلفة، بما فيها تعاون دول صديقة في إطار مكافحة الإرهاب. ولم يتم بأي حال من الأحوال دفع فدية). وحيّا السيد بن عطا الله بهذه المناسبة عائلات البحارة التي تحلت ب(صبر كبير وأبدت تفهما وثقة في دولتها)، مضيفا: (حقيقة لقد كانت هناك أوقات ارتياب في ظروف جد خاصة لكن تم تجاوزها تدريجيا). يذكر أن البحارة ال25 ومن بينهم 17 جزائريا من طاقم باخرة (أم في البليدة) التي تعرضت لعملية قرصنة في الفاتح من جانفي الفارط عندما كانت متوجهة إلى ميناء مومباسا (كينيا) قد أطلق سراحهم في 3 نوفمبر، ليعودوا إلى الجزائر، عبر كينيا، يوم الأحد. وللتذكير أيضا سبق إطلاق سراح بحارين جزائري وأوكراني يوم 12 أكتوبر الفارط. والتقى البحارة الجزائريون الذين عادوا على متن طائرة خاصة قادمة من كينيا بعائلاتهم حيث كانت علامات الارتياح بادية عليهم بعد هذه النهاية السعيدة. وكان في استقبالهم لدى نزولهم من الطائرة بالمطار العسكري لبوفاريك كل من وزير التضامن الوطني السيد سعيد بركات وكاتب الدولة المكلف بالجالية الوطنية بالخارج السيد حليم بن عطا الله واللواء محمود لعرابة قائد قاعدة بوفاريك الجوية. ومباشرة بعد الاستقبال الرسمي هرعت العائلات التي لم تستطع كبح جماح دموعها من شدة التأثر إلى أرضية المطار لاحتضان ذويها الذين كانوا يرتدون بدلات رياضية بالألوان الوطنية. وبعد لحظات اللقاء الحميمية التي تخللتها الزغاريد دعي البحارة وعائلاتهم إلى حفل بالقاعة الشرفية للمطار حيث التقوا بممثلي الصحافة الوطنية ليتم بعد ذلك تحويل البحارة إلى المستشفى العسكري بعين النعجة بالجزائر العاصمة لاخضاعهم لفحوصات طبية قبل أن يلتحقوا ببيوتهم.