يشهد حي »زنيقة« ببلدية برج منايل شرق ولاية بومرداس، تهميشا على جميع الأصعدة حسبما أكده لنا السكان، الذين اشتكوا جملة من المشاكل التي نغصت حياتهم وحولتها إلى جحيم حقيقي منذ سنوات السبعينيات دون أن يتمكنوا من معالجتها رغم سعيهم لذلك من خلال رفعهم لجملة من النداءات والشكاوي أمام السلطات المحلية طوال العهدات المتعاقبة بغرض التدخل الجدي لوضع حد لمعاناتهم دون جدوى. وقال السكان أن مشكل انعدام الهياكل الضرورية بما فيها الإنارة العمومية وكذا المرافق الترفيهية والرياضية، هذا إلى جانب غياب الأمن الذي بات بالنسبة إليهم بمثابة الهاجس الذي أرق حياتهم وعكر صفوها خاصة مع انتشار بعض العصابات المنحرفة التي حولت حياة السكان إلى جحيم حقيقي. وحسب بعض المواطنين، فإن هذه المعاناة لا زالت متواصلة جراء المشاكل العديدة التي أصبحت تطبع يومياتهم سيما مشكل الكارثة الإيكولوجية والصحية التي باتت تهدد حيهم بسبب الأعطاب الحاصلة في قنوات الصرف الصحي بعد أن صارت تصب على قارعة الطريق ومكشوفة للمواطنين، هذه الوضعية ناجمة -حسب أحد قاطني الحي- عن سياسة الإهمال المنتهجة من طرف السلطات المحلية التي لم تكلف نفسها عناء إصلاح الوضع رغم المراسلات التي وجهت لها ورغم علمها ويقينها الشديدين بالخطر المحدق بالسكان جراء الروائح الكريهة المنبعثة والقذارة وانتشار الحشرات الضارة، ناهيك عن التخوف الكبير الذي يعيشونه جراء الشكوك التي تراودهم حول اختلاط الماء الشروب بقنوات الصرف الصحي، وهو المشكل الذي تحول مع استمرار الوضع إلى هاجس يتطلب التأكد منه، غير أنهم عجزوا عن إيجاد الحل لهذه الوضعية المزرية ولم يجدوا أذانا صاغية لطرح انشغالاتهم. مشكل آخر طرحه السكان لا يقل أهمية عن سابقه وهو انعدام الأمن بالمنطقة التي يشتكي سكانها من الاعتداءات والسرقة التي طالت أملاكهم مؤخرا، الأمر الذي سرق أمنهم وسكينتهم وباتوا محرومين منها في ظل تواجد مجموعة من الشبان المنحرفين والسكارى الذين استغلوا غياب الإنارة العمومية والرقابة على المكان لأجل تنفيذ اعتداءاتهم التي عادة ما تمارس في وضح النهار، بسبب خلو المكان من دوريات الأمن، الأمر الذي بات يستدعي التدخل العاجل للمسؤولين هذا قبل أن يقع ما لا يحمد عقباه. كما تساءل السكان على صعيد آخر عن سياسة »البريكولاج« المنتهجة من طرف مسؤوليهم فيما يخص تهيئة طرقات حيهم التي تعرف وضعا كارثيا من حفر ومطبات كبيرة يصعب تجاوزها خاصة عندما تتساقط فيها الأمطار، فضلا عن ذلك يشير هؤلاء إلى غياب مرافق للراحة واللعب وتعرض أنفسهم لمخاطر الطريق من خلال اتخاذهم من أرصفة الطرقات مكانا للعب رياضتهم الشعبية المفضلة وبالتالي تعرضهم لحوادث مرور في العديد من المرات. ولهذا الغرض فقد حمل هؤلاء السكان المسؤولية الكاملة للسلطات المحلية التي لم تكلف نفسها عناء التدخل من أجل إخراج الحي من هذه المشاكل التي يتخبطون فيها منذ السبعينيات ما جعل الحي خارج إطار التنمية، ويطالبون بالتسوية العاجلة لوضعيتهم والتدخل العاجل لانتشالهم من الوضعية المعيشية المزرية التي يتخبطون فيها.