أعلنت وزارة الداخلية البحرينية أمس السبت أن طفلاً في السادسة عشر من العمر قتل بعد ما صدمته سيّارة لقوّات الأمن أثناء مواجهات التي جرت مساء الجمعة بين الشرطة وآلاف المتظاهرين الذين خرجوا في مسيرة حاشدة· تأتي هذه التطوّرات قبل أقلّ من أسبوع من إصدار تقرير لجنة تقصّي الحقائق التي شكّلها ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة للتحقيق في الانتهاكات التي حدثت خلال احتجاجات شهريْ فيفري ومارس الماضييْن وراح ضحّيتها أكثر من 30 قتيلا· وردّد المشاركون في المسيرة - الذين رفعوا فيها الأعلام البحرينية وبعض أعلام ما تعرف بدول الربيع العربي - شعارات مناهضة للحكومة وطالبوا بإقالة رئيسها خليفة بن سلمان آل خليفة الذي يتولّى هذا المنصب منذ 42 عاما، ورفعوا لافتات كتبت عليها عبارات سياسية وصورا لمن قالوا إنهم ضحايا الأحداث الأخيرة وأكّدوا إصرارهم على المطالب التي رفعوها والمتمثّلة في حكومة منتخبة وبرلمان كامل الصلاحيات والقضاء على ما وصفوه بالفساد والتمييز في أجهزة الدولة، فضلا عن الإفراج عن المعتقلين السياسيين· وعمد عدد من المشاركين الذين قالوا إنهم فصلوا من أعمالهم خلال الاحتجاجات الأخيرة إلى رفع عبارات تطالب بالعودة إلى أعمالهم، واعتبروا أن فصلهم كان تعسّفيا بسبب مواقفهم السياسية· وقال الأمين العام لجمعية الإخاء المعارضة موسى الأنصاري إنه لا مجال للهرب من مطلب الانتقال إلى الديمقراطية في ظلّ غياب مقوّمات الدولة والأمن ومقوّمات التعايش مع الحكومة التي قامت بإجراءات وممارسات أفقدتها ثقة النّاس فيها· وأضاف الأنصاري الذي ألقى بيان الجمعيات المعارضة أن أيّ حلول أحادية أو ترقيعية لن يكون لها أدنى مستوى من التأثير، بل ستكون محلّ رفض شعبي ما لم تكن ضمن مشروع حقيقي وجذري في التحوّل إلى الديمقراطية وبناء وطن قائم على الشراكة الشعبية السليمة· من جانبه، قال مسؤول أمني في وزارة الداخلية البحرينية إن عددا من المشاركين في المسيرة التي نظّمتها جمعية الوفاق (ارتكبوا مخالفات قانونية)، وأضاف أنه سيتمّ استدعاء اللّجنة المنظّمة القائمة على المسيرة واتّخاذ الإجراءات القانونية في حقّ كلّ من يثبت ارتكابه مخالفات من المشاركين، من دون أن يوضّح نوع تلك المخالفات· وعلى صعيد متّصل، قالت وزارة الداخلية في ساعة مبكّرة من فجر أمس السبت إن طفلاً يدعى علي الستراوي (16 عاما) توفي نتيجة اصطدام إحدى دوريات حفظ النّظام به بسبب (سكب الزيت على الشارع) بمنطقة الجفير· لكن حقوقيين نقلوا عن شهود عيان في المنطقة قولهم إن الستراوي دُهس أثناء تفريق قوّات الأمن لمسيرة خرجت بنفس المنطقة، حيث قامت بملاحقة المشاركين بواسطة سيّارتهم، وهو ما تسبّب في دهس الستراوي بعد تمكّن ثلاثة أشخاص كانوا معه من الفرار· وأصيب عددٌ من المتظاهرين، بينهم امرأة في حالة حرجة خلال مواجهات اندلعت مساء الجمعة بين محتجّين وقوّات الأمن التي أطلقت عليهم الغازات المدمعة والرصاص المطاطي بعد محاولة مئات الشبّان الوصول إلى ساحة بمقربة من المجمّعات التجارية بمنطقة الدية غرب العاصمة للاعتصام فيها· كما أصيب عددٌ آخر في مناطق متفرّقة أبرزها منطقة الدراز غرب المنامة ومدينة المحرق شرق العاصمة جرّاء مظاهرات ليلية خرجت للمطالبة بإصلاحات سياسية ودستورية· وقالت مصادر حقوقية إن عددا من المشاركين في هذه الاحتجاجات اعتقلوا بعد تفريقها من قبل قواّت الأمن التي كثّفت وجودها في أماكن الاضطرابات لمنع خروج أي مظاهرة للشوارع الرئيسية· من جهته، اعتبر عضو الهيئة المركزية بتجمّع الوحدة الوطنية ناصر الفضالة أن ما حدث أمس قرب نادي البحرين بمدينة المحرق شرق العاصمة من حرق للإطارات وغلق للشوارع يعتبر (حلقة من مسلسل الاستفزاز لأهالي المحرق)· وأضاف الفضالة على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) أن من يقفون وراء (التحريض على استمرار تلك الأفعال يصرّون على سكب الزّيت على نار إشعال الفتنة الطائفية مع أهالي المحرق)· ورأى القيادي في تجمّع الوحدة الوطنية الذي يضمّ أطياف المجتمع السنّي في البحرين أن من يصرّ على هذه الأفعال (سيكون سببا لاستهداف أبناء الطائفة)، محذّرا في الوقت نفسه من وقوع (صدام لا تحمد عقباه مع أبناء المحرق). ودعا الفضالة الأجهزة الأمنية إلى (سرعة التعامل مع هذه الأفعال الاستفزازية)، رافضا ما وصفه ب (إضفاء الشرعية على أفعال التخريب والإرهاب).