أدخلت الأحداث الدامية التي تعيشها البحرين، منذ يومين، بعد مقتل شابين في مظاهرات ضد الحكومة، المملكة في أزمة سياسية بعد أن أعلنت كتلة الوفاق الشيعية مشاركتها في مجلس النواب، في وقت طالب ملك البحرين، حمد بن عيسى آل خليفة، بتشكيل لجنة وزارية للتحقيق في الأحداث. وأمر الملك حمد بن عيسى آل خليفة في خطاب وجهه إلى البحرينيين، أمس، بتشكيل لجنة وزارية للتحقيق في الاحتجاجات التي خلفت قتيلين و20 جريحا. وشدد على ضرورة الالتزام بالقانون المنظم للمظاهرات، وأبدى أسفه لمقتل متظاهرين. وأضاف أن عملية الإصلاح التي بدأت في البلاد قبل عشر سنوات ستستمر.بالمقابل علقت كتلة الوفاق مشاركتها في مجلس النواب البحريني بعد تلك المواجهات الدامية بين الشرطة والمتظاهرين، واعتبر عضو الكتلة إبراهيم مطر الإجراء بأنه ''خطوة أولى''، ملمحا إلى إمكانية استقالة أعضاء الجمعية من البرلمان خلال الأيام القادمة. وهو ما يجعل المملكة تدخل في أزمة سياسية جديدة. وذكرت تقارير إعلامية، أمس، أن الشرطة البحرينية أخلت، أمس، منطقة ميدان دوار اللؤلؤة في العاصمة المنامة بعد وصول آلاف المتظاهرين إليه. وسقط، أمس، شاب قتيلا يدعى فاضل سلمان على يد شرطة مكافحة الشغب أثناء تشييع جنازة شاب حضرها حوالي 2000 شخص، والذي قتل أثناء محاولة الشرطة تفريق شبان تظاهروا، أول أمس، بكركزان خارج العاصمة المنامة للمطالبة بإصلاحات سياسية واقتصادية. وفي الجهة المقابلة للحركة الاحتجاجية، شهدت المنامة، أمس، مسيرات مؤيدة للحكومة وللملك حمد بن عيسى آل خليفة احتفالا بالذكرى العاشرة لما يُعرف بميثاق العمل الوطني. وأطلق المشاركون العنان لأبواق سياراتهم ولوّحوا بأعلام البحرين للاحتفال بذكرى الميثاق الذي صدر عقب اضطرابات جرت في البلاد في تسعينات القرن الماضي في هذا البلد الخليجي، حيث لا تزال فئة من الشيعة تعتقد أنهم لا يتمتعون بنفوذ كاف في إدارة شؤون البلاد.