قد يوحي دوي آلات الدباغة التي تحول جلود الحيوانات المتراكمة بنشاط رائج لهذا القطاع إلا أن هذه الحركية لا تترجم القدرات التي تتوفر عليها هذه الصناعة التي تعاني نقصا فادحا في المادة الأولية بالرغم من توفرها محليا· وتتمثل هذه المادة الأولية في الجلود المرتبط سير مؤسسات الجلود بتوفرها والتي يرجع نقصها إلى التهريب عبر الحدود· وذكر رمضان نشاق المدير التجاري للمدبغة التابعة لمجمع الجلود (ليذر انداستري) في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية أن (المشكل الرئيسي هو نقص الجلود الذي يعود إلى عوامل عديدة أهمها تهريب هذه المادة عبر الحدود الشرقية والغربية للوطن)· وأوضح نفس المتحدث أن الجلود لا زالت تهرب عبر الحدود الجزائرية المغربية والجزائرية التونسية بالرغم من تعليق قانون المالية التكميلي 2010 تصدير هذه الجلود كمادة خام· وهو ما أكده السيد شبوب الرئيس المدير العام لمدبغة (متيجة) الذي أوضح أن (المادة الأولية متوفرة محليا لكنها تبقى رهينة التهريب عبر الحدود)· وقال صاحب هذه المدبغة التي بدأت النشاط سنة 1948 إن (الجلود تهرب عبر الحدود في حين نحن بحاجة إليها لتطوير الصناعة الوطنية)· من جهته أوضح السيد عمار تاقجوت الأمين العام للاتحادية الوطنية للنسيج والجلود أن الصادرات غير الشرعية نحو إيطاليا بلغت 6 ملايين أورو سنة 2007· ويتزود هذا الحرفي الذي ورث هذه الصناعة أبا عن جد بالجلود من مختلف مناطق الوطن لدى الجامعين الخواص للجلود والعائلات التي تقتات من هذه المهنة· ويتذكر السيد شبوب بنوع من الحنين الشركة الوطنية لجمع وحفظ الجلود التي كان لها كما قال دورا استراتيجيا في قطاع صناعة الجلود· وكانت هذه المؤسسة المختصة في جمع وتخزين الجلود لصالح المدابغ قد أغلقت أبوابها سنة 2007 مما أخل باستقرار قطاع تخزين المادة الأولية حسبما أكده المهنيون· ومع توقف هذا الفرع التابع للشركة الوطنية للجلود فتح المجال للشبكات الموازية التي تحتكر حاليا سوق جمع الجلود· وتضررت المدابغ من حل هذه المؤسسة التي كانت تمدهم بالجلود وفق الممارسات التجارية القانونية حيث قال السيد نشاق في هذا الصدد إن (مشكل المادة الأولية تضاعف أربع مرات منذ توقف نشاط مؤسسة جمع وحفظ الجلود)· وخلق هذا الوضع نوعا من المنافسة غير النزيهة بين القطاعين الخاص والعام كون هذا الأخير مجبر على فوترة سلعته في حين يتزود القطاع الخاص من السوق الموازية· وأوضح نفس المتحدث أن (أغلبية بائعي وجامعي الجلود لا يملكون سجلا تجاريا وهذا يعد مشكلا بالنسبة لنا لأننا مجبرين على تبرير مشترياتنا من خلال وثائق تبين أصل الجلود)· وأضاف السيد نشاق أن دخول متعاملين أجانب (تركيا - سوريا-تونس) في هذا القطاع زاد من حدة نقص المادة الأولية وقال في هذا الصدد (ما عسانا أن نفعل أمام قطاع يستحوذ على المادة الأولية)·