تنتعش تجارة جلود الأضاحي كثيرا تزامنا مع عيد الأضحى المبارك حيث أصبحت مصدرا لرزق كثير من العائلات الجزائرية خصوصا العائلات ذات الدخل الضعيف. ويطلق الجزائريون تسميات متعددة على جلود الأضاحي حيث يلقبها سكان مناطق الغرب الجزائري ب"البطانة" فيما يدعوها أهالي مناطق الوسط باسم "الهيدورة". وتعتبر هذه المهنة تجارة موسمية في مناسبة عيد الأضحى حيث يتهافت بعض التجار على طلب هذه الجلود من البيوت وجمعها لتأخذ إلى مصانع متخصصة في الدباغة وتحويلها إلى مادة أولية تستخدم في صناعة المنتجات الجلدية أوتصديرها إلى بعض البلدان الأوروبية. وقال تاجر الجلود مروان بن دالي (45 سنة) في تصريح إنه تعود كل سنة على هذا النشاط التجاري حيث يقوم بجمع الجلود التي تتزايد مع عيد الأضحى ثم يبيعها للمدابغ المتخصة في صناعة الجلود وتحويلها. وأضاف ان هذه التجارة مربحة مشيرا إلى أنه يقوم بجمع هذه الجلود من سكان الأحياء الشعبية التي غالبا لا تستخدم تلك الجلود عقب ذبح وسلخ الأضحية. ومن جانبه قال عبدالسلام بجاوي (31 سنة) في تصريح مماثل إنه يحرص على جمع كمية كبيرة من الجلود لبيعها بأثمان مختلفة حسب حجمها. وعن طريقة بيعها يوضح بجاوي انه قبل أن يأخذها إلى المدبغة يقوم بتنظيفها ولفها بكميات كبيرة من الملح تجنبا لتعفنها ثم يضعها في أكياس بلاستيكية. ورغم ان اغلب البيوت الجزائرية تعتمد في اثاثها على الصالونات العصرية فان هناك العديد من العائلات التي لا تزال تزين بيوتها بجلد أضحية العيد. وتتفنن النساء في القصبة العتيقة بالعاصمة الجزائرية في صناعة "الهيدورة" لتزيين بيوتهن خاصة عند مجيء الضيوف وذلك بعد ان يقمن بغسل جلود الأضاحي في مغسلة فناء العمارات بالملح ومن ثم تجفيفها لتتحول إلى بساط جميل يوضع في صالات الاستقبال.