أرجعت نقابة الاتحاد الوطني لعمّال التربية والتكوين (الإينباف) ضعف وتدني النتائج الدراسية بولايات الجنوب الكبير إلى غياب التحفيزات من طرف وزارة التربية لأولئك الرّاغبين في الذهاب للعمل من أبناء الشمال نحو الجنوب من المعلّمين والأساتذة حتى تتيح لهم كامل الظروف لأداء واجبهم على أحسن وجه كملف السكن والوظيفي، في ظلّ العجز الكبير الذي تشهده مختلف المواد وعلى رأسها اللّغات الأجنبية ومادتي الفلسفة والرياضيات، إلى جانب مشكل انعدام الوسائل المادية المستعملة في بعض فصول السنة كالمبرّدات التي تعتبر أساسية في ظلّ الأجواء الحارّة المتعارف عليها في جنوبنا الكبير· أكّد مسعود عمراوي المكلّف بالإعلام والاتّصال على مستوى الاتحاد الوطني لعمّال التربية والتكوين في اتّصال ب (أخبار اليوم) أن الضعف المسجّل في المستوى الدراسي لتلاميذ أبناء الجنوب يكمن في نقص أساتذة العديد من المواد الأساسية وعلى رأسها المواد الأجنبية، ضف إليها مادتي الرياضيات والفلسفة التي تعاني عجزا كبيرا في مدرّسيها، مشيرا إلى أن بعض الأقسام في الجنوب تحرم من دراسة بعض المواد خلال السنة في حين يجبر التلميذ على التقدّم للامتحان فيها، وهو ما وصفه عمراوي بغير المعقول، كما حمّل من جانب آخر المسؤولية كاملة لوزارة التربية التي أخفقت في دورها نظرا لغياب التحفيزات التي من المفترض أن تخصّصها لكلّ أستاذ راغب في الالتحاق للتعليم بالجنوب شأنهم شأن العاملين في الشركات البترولية وعلى رأسها ملف السكن الوظيفي الذي أكّد بشأنه النّاطق الرّسمي بنقابة (الإينباف) أنه ما يزال مشروع ال 4200 سكن وظيفي بالجنوب الذي وعدت به الوزارة حبرا على ورق كونه لم ير النّور إلى حدّ الساعة· في السياق ذاته، أشار عمراوي إلى أنه ما يزال ملف توفير وسائل التبريد للجنوب والضغط الكهربائي لتشغيل أجهزة التبريد المتواجدة عبر العديد من المؤسسات التربوية دون استعمالها نتيجة انخفاض ضغط الكهرباء لتمكينهم من متابعة الدراسة لنهاية السنة الدراسية التي تتزامن والارتفاع الكبير في درجات الحرارة وذلك بغية إكمال المقرّر السنوي شأنهم شأن أبناء ولايات الشمال، وحين توفّر كامل الإمكانيات المادية والبشرية كاستقدام أساتذة بعض المواد التي تعاني العجز يضيف عمرواي سيظهر تلاميذ أبناء الجنوب قدراتهم الفكرية والمعرفية ويبرهنوا على ذكائهم لتحقيق أحسن النتائج. هذا، وكان وزير التربية الوطنية أبوبكر بن بوزيد قد أكّد مؤخّرا بخصوص نقص الأساتذة في الجنوب أن المشكل ظرفي وسيتمّ حلّه على المدى المتوسط بتوفير 6000 سكن لأساتذة الشمال للانتقال إلى ولايات الجنوب· يذكر في الأخير أنه تمّ التوصّل يوم الأربعاء الماضي إلى اتّفاق بين الاتحاد الوطني لعمّال التربية والتكوين ووزارة التربية الوطنية لتغيير رزنامة العطل المدرسية بالجنوب، وجعل كلّ من عطلتي الشتاء والربيع 15 يوما لكلّ منها مثل ولايات الشمال باعتبار أن الدخول المدرسي والخروج موحّدين، حسب بيان (الإينباف) الذي كانت (أخبار اليوم) قد تحصّلت على نسخة منه، وبالتالي تلبية المطلب النقابي في منح نفس الفرص لأبناء الجزائر·