حياة بائسة تعيشها العديد من العائلات الساكنة بالحي القصديري 11 ديسمبر بعين بنيان، منذ فترة تجاوزت العشر سنوات، فرغم عملية إعادة الترحيل التي مست الحي في المدة الأخيرة إلا انه ما زال هناك عدد كبير من العائلات تعيش في أوضاع مزرية للغاية، والبعض منها لا يقتات إلا من صدقات أهل المنطقة. زاد الفقر من سوء ظروف تلك العائلات، التي لا تليق أبدا بالبشر خاصة بعض العائلات التي لا تملك إلا دخلا يسيرا لا يكفيها قوت يومها، فكان أملها فقط في ان تخرج من هذه البيوت القصديرية التي خلقت فيها كل أنواع الأمراض الجسدية والنفسية والأسوأ هو انتشار الانحراف ما بين شباب الحي وكثرة الاعتداءات على سكان الأحياء المجاورة فالفقر لم يدع مكانا للعقل وللأخلاق فكانت الكارثة. المشكل أن هذه الفئة التي ظهرت حديثا في هذا الحي القصديري نشرت الرعب في كل المنطقة المحاطة ببعض الفيلات التي راح سكانها يعممون ان كل سكان الحي القصديري مجرد مجرمين ومنحرفين وجب استئصالهم من المنطقة قبل فوات الأوان، فهم يخافون أن يأتي يوم ما فيتهجمون عليهم في عقر ديارهم. هذا الخوف ظهرت أثاره جلية في بداية هذا الموسم الدراسي، حيث أن هؤلاء السكان قاموا بنقل أبنائهم من المؤسسات التربوية الكائنة بالمنطقة والتي يشترك فيها كل من تلاميذ الحي القصديري وباقي أبناء المنطقة، فلكثرة الاعتداءات على هؤلاء التلاميذ وازدياد حالات الشغب استعمال العنف في هذه المدارس المتواجدة بحي11 ديسمبر، عمد بعض الأولياء المقتدرين على نقل وتسجيل أبنائهم في بعض المدارس الخاصة التي أصبحت مودة واجبة الإتباع في السنوات الأخيرة على الرغم من ان نتائج النظامين الخاص والعام متقاربان ولا فرق إلا من حيث الوسائل ونسبة الاكتظاظ وطبعا الجانب المادي. إلا أن الحل ليس بفصل أبناء المنطقة عن بعضهم وتجنب التعامل مع سكان الحي القصديري المظلومين من السلطات المحلية ومن باقي سكان المنطقة، إذ أن العائلات الساكنة بهذه البيوت القصديرية، التي حرمت من ابسط ضروريات الحياة كالماء والغاز والكهرباء، التي عمدت بعض العائلات إلى جلبه بوسائل تبقى خطيرة على حياتهم خاصة عند تساقط الأمطار، ومع كل هذا وذاك فإن الانحراف وانتشار الاعتداء ليس حكراً على أبناء هذا الحي، وليس عدلا أن ينسب كل اعتداء أو سرقة تحدث في المنطقة إليهم، صحيح أنهم يعيشون في ظروف قاسية إلا هناك منهم من يلجا إلى التهجم على الغير بل هناك من يتعرض منهم إلى الاعتداء في هذا الحي خاصة في ساعات الصباح الأولى فالمنطقة كلها لم تعد آمنة خاصة بعد ظهور بعض الأفراد من المنحرفين هم من يزرعون الرعب في المنطقة ويتهجمون على المواطنين لسلبهم أموالهم وأشيائهم الثمينة، فالعائلات التي تعوّدت المعاناة في هذه البيوت غير المحتوية على ابسط وسائل العيش بالإضافة إلى تسرب المياه إلى داخل البيوت خلال فصل الشتاء و أنابيب الصرف الصحي العشوائية التي غالبا ما تنفجر داخل الحي وتسبب كارثة بيئية صحية حقيقية على كل سكان المنطقة، وكان الفقر حملا ثقيلا عليهم يساعدهم على تحمله بعض العائلات الميسورة في عين بنيان التي لا تتوانى على تقديم المساعدة المادية لهم من خلال الثياب وبعض المواد الغذائية، فهل من مغيث لهذه العائلات التي كانت تأمل ان تنعم ببعض الحياة العادية فقط في إطار إعادة الترحيل التي شملت بعض العائلات في الفترة الماضية والتي استفادت من فرصة أخرى للحياة في سكنات لائقة بالشراقة فهل سيأتي الدور يوما ما على العائلات المتبقية في هذا الحي القصديري..؟