رافانيلي·· بيركامب·· شمايكل·· المتوكّل والآخرون... أين هم؟ الحلقة الأولى إعداد: كريم مادي هناك أشخاص عباقرة يرحلون عن الحياة مرّتين، الأولى عندما ينساهم النّاس والثانية حينما يتذكّرهم الموت، وكثيرا من الأشخاص لا شكّ في عالم الرياضة كان لهم الشعبية الواسعة في ميادين التنافس باختلاف نوع اللّعبة· (أخبار اليوم) وعلى مدار عدّة حلقات ستسلّط الأضواء على الكثير النّجوم وأبرز المخضرمين الذين اعتزلوا الرياضات والألعاب واختفوا عن الساحة فجأة فتناسهم الكثيرون، ولنبدأ من هؤلاء النّجوم· *** الإيطالي فابريزيو رافانيلي يعدّ الإيطالي فابريزو رافانيلي أحد أساطير جوفنتوس التي تمّ تكريمها منذ بضعة أسابيع كأعظم خمسين لاعبا في تاريخ السيّدة العجوز· رافانيلي الذي بدأ حياته الكروية مع بيروجيا في 1989، أنهى مسيرته أيضا مع نفس الفريق في عام 2005. فابريزيو يعمل الآن ناقدا رياضيا في قناة (سكاي) إيطاليا و(الميديا سات)· *** الإيطالي جيوزيبي روسي لا يختلف أثناء في إيطاليا أن جوزيبي روسي أسطورة لازيو·· ذهب من باب الصدفة مع المنتخب الإيطالي الفائز بكأس العالم 2006 إلى الصّين من باب الترويج للبطل، ومن هناك تعلّق قلبه بالصّين وأُعجب بالوضع كثيرا حتى بدأ يرعى تطوير منتخب كرة القدم الصّيني الأوّل· واليوم جيوزيبي روسي يعمل مع الاتحاد الصيني من أجل مساعدة المنتخب للوصول إلى كأس العالم 2014 في البرازيل. *** الهولندي دينيس بيركامب نجم ليس كبقية نجوم المنتخب الهولندي، إنه دنيس بيركامب، ولعلّ من طرائف هذا اللاّعب أنه يخاف ركوب الطائرات. وفي عام 2006 أعلن بيركامب اعتزاله كرة القدم، وعندها قرّر الخوض في مجال التدريب، لكنه تلقّى نصائح من محبّيه بأن لا يستعجل الدخول في هذا المجال فبدأ دراسة شهادة دبلوما التدريب من إحدى الجامعات الهولندية، والتي ما زال يعمل عليها حتى هذه اللّحظة· *** الدانماركي بيتر شمايكل يرى البعض في الدانماركي بيتر شمايكل إن لم نقل الكثيرون (أفضل حرّاس المرمى على مرّ التاريخ). بيتر شمايكل الذي اعتزل الكرة في عام 2003، اتجه مباشرةً ليستقرّ نهائيا في بلاده الدانمارك، ولم تمرّ سوى بضعة أسابيع حتى أُعلن تعيينه كمدير رياضي لنادي بروندبي الدانماركي· على أيّ حال شمايكل يقدّم برنامجا ترفيهيا أسبوعيا على القناة الثالثة الدانماركية. *** البرازيلي روماريو في برنامج الملك رقم 10 الذي أداره الأسطورة مارادونا، جاء الأخير ليسرد قصّة من مسيرة روماريو أمام أنظار بيليه، فقال له دييغو: (إنه أعظم هدّاف رأيته في حياتي)، فأجابه بيليه: (إنه هدَّاف)· وفي عام 2009، كتب روماريو للصحف فقال لها: (اليوم نطوي صفحة المرح التي عشناها سوية، كرة القدم بالنّسبة لي انتهت والرياضة صارت شيئا من الماضي)· في الحقيقة، لم يكن تصريحا عاطفيا بقدر ما كان واقعيا، فاليوم اتجه روماريو إلى العمل السياسي ليصبح عضوا في البرلمان البرازيلي مع زميله بيبيتو. *** المكسيكي خورخي كامبوس من منّا لا يعرف هذا الرجل؟ إنه الحارس الذي اعتاد أن يظهر بألوان مليئة بالغرابة والدهشة· خورخي كامبوس الذي اعتزل الكرة في 2000 واصل حياته الكروية كمساعد للمدرّب المحلّي المكسيكي في كأس العالم 2002، ثمّ صار مساعد المدير الرياضي للفريق المشارك في كأس العالم 2006· اعتزل كامبوس الأمور الفنّية وافتتح مطعما للبطاطس المشوية في مسقط رأسه أكابولكو المكسيكية. *** الهولندي مارك أوفرمارس اللاّعب الهولندي الشهير الذي عُرف بمركزه في الجناح الأيسر أوفرمارس وبالرغم من أنه أعلن اعتزاله الكرة كلّيا عام 2004 من برشلونة والمنتخب الهولندي بسبب الإصابة، إلاّ أنه عاد في عام 2008 ليلعب 24 مباراة مع إحدى فرق الدرجة الثانية الهولندية· وبعد كلّ هذه الرّحلات بدأ العمل كمدير لفريقه الذي بدأ واختتم معه مسيرته (هيا يا نسور! Go Ahead Eagles)، وهو فريق مدينة ديفنتر الهولندية التي تعدّ أقدم القرى الهولندية منذ الحرب العالمية الثانية· *** الكولومبي خوسيه لويس تشيلافرت شخصية باراغوانية فريدة من نوعها، تشعر بأنه مهاجم في أرض الملعب بالرغم من أن وظيفته حارس مرمى. تنحّى تشيلافرت عن اللّعبة في ديسمبر 2003، لكنه سرعان ما عاد إليها ولم تكن عودته (طلّة شرف) فقد حقّق مع بينارول الأوروغوياني لقب الدوري المحلّي· وفي 11 نوفمبر 2004 أعلن تشيلافرت اعتزاله كرة القدم كلّيا، لكنه عاد إلى الأضواء مرّة أخرى في عام 2005، لكن هذه المرّة في السجن، حيث حُكم على خوسيه بالسجن ستّة أشهر من السلطات الفرنسية بعدما اكتشفت لعبة تزوير في عقده مع ستراتسبورغ الفرنسي عندما كان يمثّله. خوسيه الحارس الوحيد في تاريخ اللّعبة الذي سجّل هاتريك في مباراة دوري أرجنتين المحلّي، والذي سجّل 67 هدفا في مسيرته الكروية يعمل الآن معلّقا رياضيا في قناة (يونيفيغن) الأمريكية. *** الشيلي إيفيان زامورانو المحارب الشيلي الذي برق اسمه في ريال مدريد الإسباني وإنتر ميلان الإيطالي، اشتهر بصرخاته التهديفية وثنائيته المعروفة مع زميله مارتشيللو سالاس، في عام 2004 صنّفه الأسطورة بيليه كأفضل 100 في تاريخ الكرة· زامورانو اعتزل دوليا 2001، ورحل عن الملاعب كلّيا في عام 2003، وهو حاليا يعمل مساعدا لمدرّب منتخب الشيلي تحت 18 سنة· *** لاعبة التنس الألمانية شتيفي غراف حاملة لقب 22 بطولة غراند سلام في كرة المضرب، إنها الألمانية شتيفي غراف التي أعلنت اعتزالها في عام 1999 لتتزوّج بعد ذلك بعامين أندري أغاسي وتنجب منه طفليين. الآن لا تقوم النّجمة الألمانية بأنشطة محدّدة باستثناء دعم بعض المؤسسات الخيرية التي تساعد الأطفال المتضرّرين من الحرب، وعلى رأس هذه المؤسسات مؤسسة (أطفال من أجل المستقبل) التي قامت هي بتأسيسها وتقيم عادة مع زوجها في لاس فيغاس الأمريكية· *** لاعب التنس الأمريكي سامبراس رغم أن لاعب التنس الأسطورة بيت سامبرس اعتزل اللّعبة في عام 2002، إلاّ أنه عاد إليها في عام 2006 حتى العام الماضي 2009 كلاعب شرف مرّة إلى مرّتين في كلّ سنة· وفي الحقيقة إن سامبراس من بعد اعتزاله الرّسمي، لعب 6 مباريات وية وأظهر حينها رغبة وتألّقا لم ينتهِ فانتصر في أربع مباريات وخسر مباراتين· سامبراس الذي يشهد له التاريخ بأنه صاحب أقوى ضربة إرسال (لا تصد ولا تردّ) يتربّع حتى يومنا هذا في المركز الثاني على قائمة أعلى اللاّعبين دخلاً من جوائز مسابقات كرة المضرب بما مجموعه 43,280,489 دولار أمريكي، ولا يتقدّم عليه سوى السويسري روجيه فيدرر· سامبراس يعمل الآن مع مدرّب اللّياقة البدنية بريت سفيتنس في صالة رياضية مقرّها لوس أنجلوس، كاليفورنيا، الولايات المتّحدة الأمريكية· *** الملاكم الأمريكي مايك تايسون حينما كان يقضي أيّامه كلّها في السجن، وبينما كان في الققص الحديدي أعلن مايك تايسون إسلامه، ثمّ شَدّ رحاله في عام 2008 إلى المدينة المنَوّرة، فقال: (بكيت بلا شعور، بعدها علمت بأنّي كنت في روضة من رياض الجنّة· صلّيت في مسجد الرسول صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ، ذهبت إلى مكّة لأداء العمرة الأولى في حياتي.. لقد شعرت بأنني شخص آخر)· إنه مايك تايسون الذي سجّله التاريخ كأسرع وأصغر ملاكم يفوز بالضربة القاضية بعد 8 ثوانٍ فقط من انطلاق المباراة، لكنه في الوقت نفسه تلقّى الكثير من الضربات القاضية لكن خارج الحلبة، بفضل سجنه وزيارته بصورة متكرّرة لدوائر التحقيق لأسباب متعدّدة بين جرائم التحرّش وحيازة الممنوعات· وفي 11 جوان 2005 أعلن تايسون اعتزاله الملاكمة حينما قال: (قلبي يطلب المواصلة وجسدي يقول ليس هنالك قوّة فاستجبت حينها لجسدي). تايسون يعمل الآن بروفيسور لملاكمة المحترفين في ولاية بروكلاين، نيويورك، حيث يقوم بإلقاء المحاضرات عن رياضة الملاكمة. كان آخر ظهور تلفزيوني لتايسون الأسبوع المنصرم يوم 7 ديسمبر 2011 حينما قامت (قاعة المشاهير الدولية للملاكمة) بتكريمه لمسيرته الطويلة في عالم الحلبة· *** لاعب كرة السلّة الأمريكي مايكل جوردانك (لقد ضحكوا على طريقة لعبي في أوّل مباراة، حينها عرفت معنى أن لا أستسلم في كرة السلّة).. هذه أشهر جملة لأفضل لاعب في تاريخ كرة السلّة مايكل جوردان. صدم النّجم الأمريكي العالم في السادس من أكتوبر 1993 باعتزال اللّعبة بعدما أشيع أن اغتيال والده خلف ذلك القرار، وتعجّب الجمهور أكثر بعدما توجّه إلى لعبة (البيسبول)، وبالرغم من نجاحه فيه حيث أنها الموهبة الفطرية له، إلاّ أنه استجاب للعاطفة والجماهير فعاد في الثامن عشر من مارس 1995 للدوري الأمريكي لكرة السلّة· مايكل جوردان الذي اعتزال كلّيا في 13 جانفي 1999، يعمل الآن كمدير لمكتب كرة السلّة للمحترفين، واشنطن، كما يدير مركزا للأعمال الخيرية في ولاية لويزيانا· *** العدّاءة المغربية نوال المتوكّل أيقونة الرياضة المغربية، أوّل امرأة عربية وإفريقية تحصل على ميدالية ذهبية، كان ذلك في أولمبياد لوس أنجلوس 1984، أمريكا، سباق 400 متر حواجز· برقت إنجازات نوال المتوكّل في كافّة المسابقات التي لعبت لها وفازت حينها بالميداليات الذهبية، دورة ألعاب البحر المتوسط 1983 - الرّباط، دورة الألعاب الإفريقية - القاهرة ودورة ألعاب البحر المتوسّط - دمشق· وبينما اعتزلت نوال دخلت بقوّة في المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي لألعاب القوى في عام 1995، وسرعان ما تمّ تعيينها سكرتيرة الشباب والرياضة في المغرب في عام 1997، لكنها تركت المنصب بعد 8 أشهر بعدما وصلت القمّة حينما أصبحت عضوا في اللّجنة الأولمبية الدولية عام 1998 وفي عام 2008 تمّ اختيار نوال لتصبح رئيسة لجنة تقييم الملفّات المرشّحة لأولمبياد 2012، والتي فازت بها لندن، وفي مارس 2010 فازت بجائزة (المسار الرياضي المميّز) التي تمنحها مؤسسة لوريوس الدولية، المعنَية بتتويج أفضل الرياضيين والرياضيات في كلّ عام رياضي· واليوم ما زالت نوال عضوا فعَالا في اللّجنة الأولمبية الدولية، كما أنها تدعّم الحركة الرياضية في بلادها المغرب دون مهام محصورة· تطالعون في الحلقة المقبلة نجوم فضّلوا الاعتزال بعد أن تمّ الدوس على كرامتهم، وآخرون فضّلوا العمل بعيدا عن الأضواء، ترى من هؤلاء؟ كونوا معنا في الحلقة المقبلة لتتعرّفوا على بعض من هؤلاء النّجوم·