بالرغم من انخراطه في عالم السياسة مازال ويا يهتم بكرة القدم، فبالإضافة إلى متابعة دراسته في إدارة الأعمال بالولاياتالمتحدةالأمريكية، لا يزال يتذكر تلك اللحظة التي أخبر فيها »العالم أن جنوب إفريقيا مستعدة لكأس العالم« عندما كان أحد سفراء ملف ترشيح بلاد »قوس قزح« لاحتضان المونديال. وقد سعد بفوز هذه الدولة الطموحة باستضافة الحدث الكبير الذي شدّ انتباه العالم خلال ما يقرب شهراً إلى الآن. وقد تحدث كابتن المنتخب الليبيري السابق لموقع »الفيفا« عن الكيفية التي ألهم بها كأس العالم إفريقيا، رغم أن مسيرة منتخبات القارة خلال البطولة كانت مخيّبة للآمال. * ما هي انطباعاتك حول أول كأس عالم تقام في إفريقيا؟ - لقد قضيت الأسابيع الثلاثة الأخيرة هنا، وأستطيع القول أن هذه النهائيات تصنف ضمن الأفضل من حيث التنظيم. فكل شيء رائع، وكل شيء منظم بشكل محكم. كما أن الأمن حاضر بقوة، والملاعب رائعة، والمشجعون في غاية الحماس، والمباريات مثيرة. بالإضافة إلى المفاجآت الكثيرة التي انطوت عليها المباريات مما أضفى على هذه النهائيات جمالية خاصة. * ما الذي يعنيه بالنسبة لك كإفريقي أن ترى كل أعين العالم مسلطة على قارتك؟ - بداية نحن جدُ فخورين كأفارقة، علماً أن الكثيرين ظنوا أن قارتنا ليست قادرة على تنظيم أي حدث رياضي كبير. لذلك كان تنظيم نهائيات كأس العالم والسماح للناس بالتلاقي أمراً مهماً ليثبت للعالم أننا كأفارقة نتمتع بثقافة التنظيم وهذا من بين أهم الأمور التي حدثت لنا. فقد وحدت كأس العالم الأفارقة. كما أن الأفارقة أتوا من كافة أنحاء العالم ليساهموا بدعمهم. ونحن متأكدون من أن ذلك سيخلف إرثاً مهماً للقارة جمعاء. * هل من الواقعي الحديث عن إرث ليس فقط بالنسبة لجنوب إفريقيا، بل بالنسبة للقارة ككل؟ - أظن أنه كان لكأس العالم تأثير كبير، فقد توافد الناس على جنوب إفريقيا بأعداد كبيرة وهذا يحدث الآن في إفريقيا. فالنمو الذي تعرفه جنوب إفريقيا وحقيقة أنها نظمت كأس العالم بنجاح أمر من شأنه أن يلهم بلداناً إفريقية أخرى. إن ما نشهده اليوم أمر رائع حقاً، وهو مؤثر للغاية. * من بين جميع المنتخبات الإفريقية، كانت غانا المنتخب الوحيد الذي أكمل مسيرته بعد الدور الأول. ما هي الأمور التي لم تكن على ما يرام بالنسبة لباقي ممثلي القارة؟ - إن الأداء الذي قدمته القارة الإفريقية على العموم كان مخيّباً للآمال. لقد سعدت بمرور المنتخب الغاني بسلام من مرحلة المجموعات، رغم أنهم كانوا ليغادروا المنافسات لو أنهم خسروا، خلال آخر مباراة لهم في دور المجموعات أمام المنتخب الألماني، بهدف أو هدفين آخرين. وكنا لنقدم أداءً أفضل، لكننا لم نكن مستعدين بما فيه الكفاية. يمكنك القول أن المستوى الذي بلغناه هو الذي يجب أن نكون فيه. لكني آمل أن نكون مستعدين على أكمل وجه في المرة القادمة وأن نكون متأهبين لمواجهة العالم والذهاب بعيداً في المنافسات. الآن، علينا أن نعود إلى نقطة البداية ونقف على الأخطاء التي لم تسمح لنا بالمضي إلى الأمام ونعكف على تصحيحها. * ما هي الدروس والعبر التي يمكن للمنتخبات الإفريقية استخلاصها من هذه التجربة؟ - علينا أن نؤمن بكرة القدم الخاصة بنا وبثقافتنا الخاصة وأن نلعب بأسلوبنا الخاص، ذلك أننا لا نملك اللاعبين القادرين على اتباع هذا النوع من التكتيكات التي ننتهجها. كما أن المنتخب الإفريقي الوحيد الذي أبلى البلاء الحسن في كأس أمم إفريقيا كان هو المنتخب الغاني. وقد أثبت أنه الأفضل في القارة السمراء. * ما هو انطباعك حول وصول غانا إلى دور الثمانية؟ - لم يبهرني أسلوب الغانيين لأنهم لم يعتمدوا على النهج الهجومي كي يفوزوا. إن أردت الفوز بالبطولة عليك أن تسجل المزيد من الأهداف، وهو الأمر الذي لم يفعلوه. فقد اعتمدوا كثيراً على الدفاع. فكانت النتيجة أنهم لم يسجلوا أهدافاً كثيرة، ولم تهز شباكهم كثيراً. أتمنى أن يعتمدوا على عدد أكبر من المهاجمين في المرة القادمة كي يحدثوا الفارق المرجو. * ما رأيك في أسامواه جيان الذي أنهى المنافسات كأفضل هدّاف إفريقي؟ -أود أن أهنئ جيان. غير أنه كمهاجم عليه أن ينتهز الفرص أكثر. فقد اعتمد كثيراً على ركلات الجزاء. لقد سجل هدفاً رائعاً أمام الولاياتالمتحدةالأمريكية؛ إلا أن عليه اللعب كما يريد، كي يسجل، لأنه دائماً ما يتواجد خارج مربع العمليات. أنصحه بأن يظل داخل منطقة الثماني عشرة ياردة. لقد سجل 13 هدفاً في الموسم الماضي رفقة ناديه في الدوري الفرنسي، وعليه أن يعمل أكثر. وبصفته مهاجماً يتعين عليه أن يتواجد في منطقة الجزاء. * كيف تقيّم رحلة البافانا بافانا في المونديال؟ - أعتقد أنهم يلعبون كفريق واحد لم أنتبه إلى الفرديات، لكني أظن أنهم يملكون لاعبين جيدين وشباباً لهم القوة والعزيمة على التطور والمضي قدماً. وإذا حافظوا على ذلك وعكفوا على صقل وتطوير مواهبهم وإمكاناتهم، أظن أن باستطاعتهم ترك بصمتهم في الكرة الإفريقية. * أخيرا، قضيت جزءًا مهماً من مسيرتك الكروية كلاعب في أندية فرنسية وإيطالية. برأيك ما الذي حدث بالضبط لمنتخبي الأزوري والديوك؟ - لا أدري كيف استعدّا لمنافسات كأس العالم، إلا أنهما خيّبا كل الآمال. أعلم أن الإيطاليين ينهجون أسلوب لعب مضبوط ومحكم. لكن عندما يتعلق الأمر ببطولة، إن لم تتمكن من التسجيل فذلك يعني أنك تعاني من مشكل ما، وهم لم يلعبوا من أجل تسجيل أهداف. كما أنهم اعتمدوا على الدفاع، في حين أن عليك أن تسجل أهدافاً إن أردت الفوز بالمباراة. لا أدري ماذا حدث لحاملي اللقب كي يغادروا البطولة من الدور الأول. أما في ما يخص فرنسا، فقد رأينا ماذا حصل، إذ لم يكن الفريق متحداً. فالمنتخب الفرنسي، كما عهدته، كان دائما متحداً ومتضامناً. لكن خلال السنة الحالية، لم يكن الاتحاد من شيمه، وأتمنى أن يتمكن من تدارك ذلك.