الثورات التي حدثت في بعض بلدان العالم، في السنوات الأخيرة والتي أعطيت لها تسميات مختلفة من الثورة البرتقالية في أوكرانيا وصولا إلى الثورة البنفجسية في قرغيزيا، "وما بينهما ثورات بألوان قوس قزح". وإن كان التحرر من الديكتاتورية والظلم حق مشروع لكل شعوب العالم، فإن الغريب في هذه الثورات المخملية والقوس قزحية أنها جاءت بمباركة أمريكية، وإلا بماذا نفسر الثورة الأخيرة التي حدثت في الجمهورية السوفياتية السابقة، ونقصد بها قرغيزيا، حيث أطبقت الإدارة الإمريكية صمتا على تلك الثورة رغم أنه يتواجد بالبلاد أكبر قاعدة عسكرية أمريكية وهي على درجة عالية من الأهمية؟ والأمر نفسه لموسكو التي لم تبد تحفظا على قيام هذه الثورة واعتلاء المعارضة لكرسي الحكم. والنتيجة التي يجهلها الكثير، أن هذه الثورات المخملية جاءت بموافقة ومباركة أمريكية مهما حاول البعض أن يوهم نفسه بعكس ذلك. والثورة الأخيرة في قرغبزيا جاءت بمباركة ثنائية روسية أمريكية، لهذا لم تهتم موسكو كثيرا للثورة الجديدة ولا اهتمت واشنطن بالأمر أيضا ما دام أن قاعدتها العسكرية محفوظة واتفاقها مع المعارضة والتي بالتأكيد ستقدم لواشنطن أكثر ما قدمه لها الرئيس المخلوع، وأخيرا وجب القول إن أي ثورة فيها لون من ألوان قوس قزح صنيعة أمريكية خالصة وبمباركة روسية، ودون موافقة الدولتين فلن تنجح أي ثورة إلا ما كانت لونها أحمر وأسود، بعيدا عن الألوان المخملية والألوان القوس قزحية.