ارتداء القبعة الصيفية ثقافة غائبة نوعا ما في مجتمعنا، ويبدو أنها بدأت تتغلغل شيئا فشيئا في السنوات الأخيرة، إلا أنه ما تزال تلك النظرة الغريبة تلحق مرتديها خاصة من الجنس اللطيف بعد أن اعتاد الشبان على ارتدائها في كامل الوقت، وتمس تلك النظرات الساخرة السيدات اللائي فضلن ارتداء القبعات الصيفية، على الرغم من الفوائد الجمة لارتداء القبعات، إلا أن هناك من تحدين كل المواقف ولبسنها على الرغم من عدم تأقلم الجميع مع تلك العادة لاسيما المرضى الذين يتأثرون بلسعات الشمس على غرار مرضى السكري والضغط الدموي وكذا المصابين بنوبات الصرع. لا يتفاعل الكثير من الأشخاص من الجنس الذكوري مع الفتاة التي تلبس قبعة حتى ولو كانت قبعة صيفية محضة، وضعتها الفتاة تفاديا لضربات الشمس الخطيرة، فما إن تجرؤ على ذلك حتى تلحقها التعليقات الساخرة والهمسات والضحك من كل جانب حيثما مشت، ذلك ما منع الكثيرات من ارتدائها على الرغم من الفوائد الجمة لارتدائها لاسيما في موسم الحر كونها تدفع ضربات الشمس الموجعة، فهي حسب ما يراه البعض في مجتمعنا حلال على الرجال دون النسوة فالفتاة التي تضع قبعة مثل تلك التي يضعها الرجال تنعت ب»المسترجلة« والخارجة عن الخط، أما الفتاة المحترمة سواء كانت متحجبة أم لا فلبسها لتلك القبعات دائرية الشكل ومختلفة الألوان التي تعرضها السوق سنويا تزامنا مع موسم الحر والمخصصة للنساء، يجعلها مدعاة للسخرية والضحك من طرف الجميع ويشار إليها بالأصبع، ما جعل الكثيرات يبتعدن عن ارتدائها مكرهات وبالتالي يكن عرضة للشمس ولمخاطرها المتعددة لاسيما في ذروة الصيف أين تبلغ درجة الحرارة أقصاها في شهري جويلية وأوت بحيث تتجاوز الأربعين درجة أحيانا. وفي هذا الصدد اقتربنا من بعض المواطنين من أجل رصد آرائهم حول النقطة المثارة، قالت كاميليا شابة في العشرينيات لا أجد أي مانع في التزود بقبعة في موسم الحر كتلك التي يضعها الرجال خاصة وأن هيأتي وملابسي تتوافق مع ذلك النوع من القبعات، وعلى الرغم من تعرضي إلى مواقف السخرية والضحك إلا أنني لا أبالي بالجميع مادام أنني أرضي نفسي وأحتمي من الشمس. فايزة فتاة متحجبة قالت إنني أستعمل تلك القبعة الصيفية منذ سنتين، فبما أنني عاملة أقطع مشاوير طويلة بصفة يومية مما يجعلني عرضة لأشعة الشمس ولولا تلك القبعة التي أحتمي بها لتعرضت إلى مخاطر، خاصة وأنني أعاني من مرض الضغط الدموي ووضع القبعة هو شيء ضروري بالنسبة لي. كمال قال في الموضوع إنه يشجع النساء اللائي يضعن تلك القبعات الصيفية الدائرية، إلا أنه لا يعجبه ارتداء بعض المراهقات للقبعات الرجالية، ويرى أن في ذلك خروج عن الطبيعة الأنثوية وفيه تشبه بالرجال وأن الفتاة المقدمة على ذلك تلحقها نظرات ناقصة ومشبوهة. السيدة ليلى قالت إن مع افتتاح الصيف تزود كل أبنائها بناتا وذكورا بتلك القبعات إلا أنها هي تتحرج من وضعها ولم تعتد على ارتدائها على الرغم من إيجابياتها الجمة، إلا أن النظرات الغريبة من طرف البعض حال دون ذلك. اقتربنا من أحد البائعين المتخصصين في بيع القبعات الصيفية فقال إنه في الوقت الحالي بدأت حتى القبعات النسوية الكبيرة تعرف رواجا بين المواطنين، ولم يعد يقتصر الأمر على القبعات الصغيرة الخاصة بالفتيات بعد أن غابت تلك العادة لسنين، وأجبرنا على التخصص في قبعات الأطفال، لكن في السنوات الأخيرة اختلف الأمر نوعا ما وبدأت ثقافة ارتداء القبعات تغزو مجتمعنا بعد وعي كل الناس بخطورة التعرض المطول لأشعة الشمس من دون الاحتماء بقبعات.