أوردت مصادر محلّية مطّلعة أنه أطلق أوّل أمس في حدود الواحدة صباحا سراح الطبيب المختطف جلول عبد النّاصر بالقرب من المكان المسمّى تالة بونان موقع اختطافه قبل ثلاثة أسابيع، وذلك دون مقابل مادي، وتمكّن من الاتّصال بأفراد عائلته لنقله من موضعه. وأضافت نفس المصادر أن الضحّية رفض الإدلاء بأيّ تصريح بخصوص تفاصيل وهوية الجماعة المتبنّية لعملية الاختطاف، وكذا سبب اختطافه وما كان يقوم به وهو بحوزتهم، مكتفيا بالتأكيد على صحّته الجيّدة وحسن معاملته من قِبلهم، مؤكّدا أنه كان على اطّلاع مستمرّ بما كتب عنه في الصحف التي كانت الجماعة تقتنيها يوميا· وصرّحت نفس المصادر بأن الطبيب المختصّ في الأمراض القلبية أخلي سبيله بعد 20 يوما مكثها في موقع مجهول حوّل إليه من قِبل الجماعة المتبنّية لعملية الاختطاف ويرجّح أنها إرهابية، وأطلق سراحه في نفس الموقع الذي اختطف منه تحت طائلة التهديد بسلاح ناري يوم 15 نوفمبر المنصرم في حدود السابعة ونصف صباحا بتالة بونان على مستوى الطريق الولائي رقم 100 حين كان متّجها إلى مكان عمله رفقة أفراد عائلته. وأكّد الضحّية في تصريحاته المقتضبة التي أدلى بها أنه تلقّى معاملة حسنة من قِبل الجهات التي اختطفته والمكان الذي احتجز فيه لم يكن بعيدا عن موقع اختطافه، رافضا الإدلاء بأيّ تصريح أو معلومة بخصوص هوية الجماعة المتبنّية لعملية الاختطاف أو بما طلب منه وأسند إليه طيلة فترة تواجده بينهم، مصرّحا بأنه كان على اطّلاع مستمرّ بما كتب عنه من قِبل الصحف الوطنية بمختلف العناوين، خاصّة الناطقة منها باللّغة الفرنسية، وكانت الجماعة تحرص على إحضارها بانتظام· وكان الضحّية قد اتّصل بعد احتجازه في مكالمة خاطفة بعائلته ليؤكّد أنه بخير ولم يتعرّض لأيّ مكروه، وعقب ذلك تلقّى أعضاء خلية الأزمة التي شكّلت بشكل استعجالي لمتابعة تداعيات قضية الاختطاف طلبا من أفراد عائلته بوقف جميع الحركات الاحتجاجية التي كان مزمعا تنظيمها للمطالبة الفورية بإطلاق سراح المختطف دون الرّضوخ لأيّ قيد أو شرط، في مقدّمتها الفدية، وتمّ احترام قرار العائلة. وأفادت معلومات لم تؤكّدها أيّ جهة وجوابها عند المعني، بأن هذا الأخير لم يختطف للحصول على مقابل مادي وإنما اختطف بصفته طبيبا لعلاج عناصر إرهابية· من جهتهم، سكان القرية التي ينحدر منها الطبيب وبلدية بني عيسي أعربوا عن فرحتهم العارمة باستعادة المختطف وخرجوا للاحتفال في طرقات المنطقة بعودته سالما·