طالب مفتي عام المملكة العربية السعودية، رئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ: المفتين الرحمة بالمستفتين، وعدم تحميلهم ما لا يطيقون، وعدم تتبع الرخص حتى لا يقع المسلم في الخطأ وأن على المفتي بيان الحق للناس بالدليل وتحذيرهم من الرخص. و بحسب جريدة »المدينة« السعودية، طالب القضاة بالرحمة بالخصمين، والعدل بين المدعي والمدعى عليه، وإظهار الحق وسماع دعوى كل من الطرفين كاملة، وكذلك على المحققين الرحمة بالمطلوبين وقال سماحته: لا يجوز الضرر بالمطلوب أو إيذائه أو إجباره على شيء بالإكراه. وقال إن شريعة الله جاءت رحمة للناس أجمعين، حققت العدل والمساواة بين الناس وليس فيها تشدد أو تعسير عليهم، وجاءت بالطيبات التي كانت محرمة على من قبلهم، فأحلت الطيبات وحرّمت الخبائث. وقال مفتي المملكة: إن رحمة الشريعة الإسلامية في العبادات والمعاملات والحدود والسلوكيات، ففي العبادة يسّرت الكثير من الأمور على المرضى والمسافرين، وفي الطهارة أجازت المسح على الخفين لأداء الصلاة لمن توضأ ولبس جوربه وفقد طهارته، فعند الوضوء أجيز له المسح على الخفين، وكذلك التيمم للصلاة إذا لم يوجد الماء أو عدم القدرة على استخدامه، والجمع والقصر في السفر، وجعل للصلاة وقتين وقت دخولها وقبل وقت الخروج لأدائها، وحذر الأئمة من التطويل المفرط في الصلاة، الذي يضرّ بالمأمومين، رحمة بالكبير والمريض، وفي صيام رمضان رخص للمسافر والمريض بالإفطار والقضاء، ومن لم يستطع من المرضى القضاء أن يخرج كفارة، وأمرنا أن نعجّل بالإفطار، وفي الحج أمرنا بالتيسير، ولم يجعل المولى عز وجل الحج إلاّ مرّة واحدة في العمر لمن استطاع إليه سبيلا. وبين آل الشيخ أن شريعة الإسلامية نهتنا عن الغلو في الدين، وحذّرنا من ذلك لأنه هلك من قبلنا الذين غلو في الدين. وتعرض المفتي العام في خطبة الجمعة أول أمس التي ألقاها بالجامع الكبير وخصصها للحديث عن الرحمة في شريعة الإسلام، تعرّض إلى الرحمة بالأسرة، وحث الرجال على الرفق بالنساء وحسن معاملتهن والرفق بهن، وعدم تكليفهن فوق طاقتهن، وأرشد الأبناء للرفق بالأبوين، وحث الإسلام على الرحمة باليتيم وفضل كافل اليتيم، وأمر الشرع بالرحمة بالمعسرين والمدينين إذا ثبت عسرهم، وعدم تكليفهم مالا يطيقون، وأمرت الشريعة الولاة بالرفق بالرعية وتلمّس احتياجاتهم، وكذلك حثت الرعية على طاعة الولاة في غير معصية، وأشار سماحته إلى حقوق الجار وودّهم وتوادّهم وعدم إيذاء الجار، والإحسان إلى الخدم وحسن معاملتهم، وإعطائهم أجورهم في الوقت المحدد، وعدم تأخيرها، وعدم الإثقال عليهم في الأعمال وتكليفهم ما لايطيقون، وإطعامهم مما يأكل أهل البيت الذي يعملون فيه، والرحمة بالجاهل الذي لا علم عنده، وطالب المفتي العام بالرحمة بالعصاة ومن يقعون في الزلل والخطأ وتحذيرهم من غضب الله وتعريفهم أنّ ما وقعوا فيه خطأ، وأن يراقبوا الله في أحوالهم، وضرورة الستر عليهم وعدم فضحهم ليعودوا إلى رشدهم، وأن باب رحمة الله مفتوح لهم وعليهم أن يتوبوا ويتضرّعوا إلى الله ويقلعوا عن الأخطاء والذنوب،