وعد رئيس الجمهورية السيّد عبد العزيز بوتفليقة أمس الأربعاء بمواصلة العمل بجدّية لتحقيق آمال الجزائريين من خلال الإصلاحات الجارية، مشيرا إلى أن القرارات المتّخذة أخيرا بشأن الإصلاحات دليل على (التصميم) للوصول بها إلى (مطامح الشعب وآماله)· وذكر الرئيس بوتفليقة في خطاب ألقاه بمناسبة افتتاح السنة الجامعية 2011 - 2012 بالاغواط أن الجزائر الآن في (عافية تعمل على بناء مجتمع قائم على مبادئ الحرية والعدالة والتضامن في ظلّ الأمان والوئام بعد أن نجحت في تجاوز المحنة التي أصيبت بها في استقرارها وقدراتها على النّهوض والتقدّم)، وبعد أن أشار رئيس الدولة إلى التحوّلات الكبرى التي يعرفها العالم والمخاض العسير الذي تعيشه الأمّة العربية والإسلامية أوضح أن (الجزائر عملت بمسؤولية وصدق على توفير مناخ لإصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية تتماشى مع طموحات المجتمع وآماله في إصلاح متواصل عبر حوار بناء واستشارة واسعة لفاعليات الطبقة السياسية والمجتمع المدني في كنف دولة الحق والقانون)· وأبرز رئيس الجمهورية أن الهدف من توسيع دائرة النّقاش حول الإصلاحات هو (إدخال تغييرات على المنظومة التشريعية المقنّنة للحياة السياسية من أجل تحقيق قفزة جديدة تتمثّل في تجذير المسار الديمقراطي ودعم التوازن بين السلطات وضمان الحريات الفردية والجماعية وحقوق الإنسان)· كما تتمثّل هذه القفزة -يضيف الرئيس بوتفليقة- في (إضفاء الفاعلية على النشاط الجمعوي وتوسيع مشاركة المواطنين في العمل السياسي مع ترقية دور المرأة والشباب)· وقال الرئيس: (إننا نحمد اللّه على أن الجزائر الآن في عافية تعمل على بناء مجتمع قائم على مبادئ الحرّية والعدالة والتضامن في ظلّ الأمان والوئام بعد أن نجحت في تجاوز المحنة التي أصيبت بها في استقرارها وقدرتها على النّهوض والتقدّم)· وأفاد الرئيس من جانب آخر بأن الجامعة هي الميزان الدقيق لوضع المجتمع وأن اضطلاعها بمهامها العلمية ومشاركتها في تفعيل الحياة الفكرية والسياسية والحراك الاقتصادي والاجتماعي من شأنه أن يضمن المستقبل ويطمئننا على الأجيال القادمة التي من واجبنا أن نحقّق لها التفاعل مع واقع البلاد والتطلّع إلى غد أفضل بما يتماشى مع المحيط العالمي السائر قدما في طريق التطوّر والرقي والمحفوف كذلك بالفتن والتحدّيات على كثير من الصعد، مضيفا: (إننا في الجزائر نعيش هذا الوضع المتسارع ونعايش هذا الظرف المتأرجّح بين الواقع والمتوقّع، إذ أنه على الجامعة الجزائرية مسؤولية خاصّة في مجال البناء العلمي الرصين والحوارات الفكرية الرّائدة والتوجيه الحضاري المستنير بما يضمن للأجيال تمّسكا بالأصالة ومواكبة للمعاصرة بعيدا عن الصراعات التي لا جدوى لنا منها)· وأشار بوتفليقة إلى أمنيته (في أن تنفتح الجامعة على مجتمعها وعصرها وأن يصبح البحث العلمي في خدمة الإنسان والاقتصاد الوطني، حيث يجيب عن التساؤلات الكبرى للمجتمع، مؤكّدا أن البلاد سخّرت الإمكانيات وعبّأت الطاقات الممكنة بما يسهم في توفير الأرضية لنهضة معرفية تخدم الوطن حاضرا ومستقبلا· وقد سمحت تلك الجهود حسب الرئيس بتجهيز عدد كبير من مخابر البحث بأحدث المعدّات ومكّنت من اعتماد مشاريع بحث تندرج ضمن البرامج الوطنية بالشراكة مع القطاعين الاقتصادي والاجتماعي، مشيرا إلى أن الطموح مستقبلا سيتّجه إلى قطف ثمار هذه الجهود التي تؤهّل الجامعة لأن تتبوّأ مكانا أفضل في الترتيبات السنوية التي تجريها المؤسسات المتخصّصة في العالم·