أكد الرئيس بوتفليقة، أمس، من الأغواط، أن الجزائر عملت بمسؤولية وصدق من أجل توفير مناخ لإصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية تتماشى مع طموحات الشعب، مشيرا إلى أن القرارات المتخذة مؤخرا تعد دليلا على تصميم السلطات العليا في البلاد على الوصول بالإصلاحات إلى تحقيق مطامح الشعب وآماله. وأوضح رئيس الجمهورية في خطابه الخاص بافتتاح السنة الجامعية الجديدة، بأن الجزائر التي تعد جزءا من العالم الفسيح وتنتمي للأمة العربية والإسلامية لا يمكنها أن تكون بمنأى عن التحولات الكبرى التي يشهدها هذا العالم، حيث تؤثر وتتأثر بما يجري حولها من أحداث وتطورات، مؤكدا أنها تعيش الآن في عافية وتعمل على بناء مجتمع قائم على مبادئ الحرية والعدالة والتضامن في ظل الأمان والوئام، مشيرا في نفس السياق إلى أن البلاد حققت هذه المكاسب بعد أن نجحت في تجاوز المحنة التي أصيبت بها في استقرارها وقدرتها على النهوض والتقدم. في المقابل، وصف السيد بوتفليقة الأوضاع التي تعيشها الأمة العربية والإسلامية ب''المخاض العسير''، موضحا بأنه في ظل هذه الظروف التي تعرفها هذه الأمة بشكل خاص، عملت الجزائر على توفير مناخ لإصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية تتماشى مع طموحات المجتمع وآماله في إصلاح متواصل عبر حوار بناء واستشارة واسعة لفعاليات الطبقة السياسية والمجتمع المدني في كنف دولة الحق والقانون''. وذكر الوزير في نفس الصدد بأنه من خلال مبادرته إلى تلك الإصلاحات وتوسيع دائرة النقاش، فهو يهدف إلى إدخال تغييرات على المنظومة التشريعية المقننة للحياة السياسية، مؤكدا أن كل هذه المساعي تأتي ''من أجل تحقيق قفزة جديدة لترسيخ المسار الديمقراطي ودعم التوازن بين السلطات وضمان الحريات الفردية والجماعية وحقوق الإنسان''، إضافة إلى إضفاء الفاعلية على النشاط الجمعوي، وتوسيع مشاركة المواطنين في العمل السياسي وترقية دور المرأة والشباب، في إشارة منه إلى مشاريع القوانين التي أحيلت على البرلمان منذ شهر سبتمبر الماضي، في إطار تنفيذ برنامج الإصلاحات السياسية. وشدد القاضي الأول في البلاد في هذا الصدد على أن القرارات المتخذة أخيرا في هذا النطاق، دليل على تصميم السلطات العليا للوصول بالإصلاحات إلى تحقيق مطامح الشعب وآماله في ظل ''مستقبل تكون فيه الجزائر لحمة واحدة، متحدة الإرادة، ويكون حاضرها أزكى ومستقبلها أرقى''.