عام كان طويل وشاق على الكرة الجزائرية عام كان مليىء بالمطبات والحفر والنكسات والإخفاقات عام لم نحقق فيه لا خطوة نحو الأمام أو على الأقل لم نحافظ فيه على مركزنا بل تأخرنا خطوات إلى الوراء عام كان سلبي بكل المقاييس من المنتخب الأول والأولمبي والأندية الوطنية شهدنا فيه أسطورة الأربعة في الأراضي المغربية عام لم يسلم منه أي أحد وكأنه كان عام الحكم المحتوم وعام النكسة التي لابد منها· وها نحن نقترب من نهاية هذه السنة ونستعد بعد أيام قليلة من إستقبال سنة جديدة وككل مرة نأمل أن تصدق مقولة القادم أحلى من الذي راح وضاع ولكن وفي نظرة على ما حققناه هذه السنة وما أنجزناه في رياضتنا وبالأخص كرة القدم التي إمتصت جهدنا ومالنا وأعصابنا ولا تزال اليوم وغدا ولن تخجل ولن تتوقف مادام نحن لم نخجل من إخفاقاتنا التي تأتي وتعمر عادة وتطفىء الشمعة التي أنارت الطريق وأسعد الجماهير ولو قليلا، لن تتوقف مادام نحن لم نتعلم ولم نستنتج ولم نتحرك ولم نغربل ولم نغير أسباب الإخفاق والتراجع، المنتخب الوطني وبعدما وصل إليه بعد جهد دام ثلاث سنوات مع شيخ سعدان، يعود إلى حيث كان خروج من تصفيات الكان وهزائم مذلة من الشقيق المغرب ومن المصنف كذا بعد المئة أفريقيا الوسطى تغيرات في المدربين وإستقرار أخير على المدرسة الفرنسية بقيادة البوسني الكوتش حليلوزيتش وبداية عمل جديد ومشروع أتى به الرجل لعله يكرر إنجاز طيب رفقة المنتخب ونعرج بعدها على السيد آيت جودي والمنتخب الأولمبي الذي شد الأنظار قبل الدورة التأهلية وحطم الأمال بعد الرباعية النيجيرية وضياع حلم جيل كان يطمح إلى التألق، النوادي الجزائرية هي الأخرى رسمت وسلكت نفس الخط مشاركات ثم إخفاقات وإقصاءات بهزائم الرباعيات لم يسلم الجميع هذ العام إلا أنها تبقى هناك تحية عرفنان لأبطال العالم العسكريون الذي حملوا يومها إسم الجزائر في القلوب وبمجهودات إستطاعوا إفتتاك التاج العالمي من بلاد بيلي وسوقراط المنتخب العسكري صنع الإستثناء هذا العام وأهدى الكرة الجزائرية تتويج آخر كان ينقص سجلها من التتويجات التي تعد على أصابع اليد· لكنه تتويج لن يغير شيىء من حال كرتنا أو تفكيرنا ولن يستطيع أن يختزل ليُنسينا إخفاقاتنا· عشنا كلنا على عام كان الترقب فيه والحذر والتمسك بخيط الأمل هو الحل الذي لن تتوقف ولن تكون الحياة والمستقبل إلا به من أجل صناعة قادم من الأيام أحلى وأجمل لكرة عشقت بجنون أمل لن تقوم له قائمة إلا بالإستراتيجيات والنظرة الثاقبة والتوجه نحو الملموس وإزالة الأحلام والعاطفة والجهوية ولامبلاة والنرجسية جانبا من أجل كرة حديثة متطورة من أجل شباب وجيل يريد أن يرفع ويرى علم الجزائر عاليا· * العضو: brahim meddeb