اسمه الوفاق السطايفي أو كما أصبح يعشقه كل الجمهور الجزائري بوفاق الجزائر شرف الكرة الجزائرية ورفع الراية الوطنية في السماء الإفريقية والعربية وحتى المغاربية، أدخل الفرحة إلى قلوب الملايين من الشعب الجزائري ، ومن دون شك فإن النسر الأسود اعتاد التحليق عاليا ، شهيته لا تنتهي وشعاره دائما التحدي والوصول إلى المبتغى ، ثقافة حصد الألقاب والكؤوس بدأت منذ الخمسينات من القرن الماضي وتجسدت أكثر مع المرحوم "لعريبي " الذي لا يوجد في قاموسه مصطلح الفشل أو الإخفاق مما مكنه من خلق الجيل الذهبي والمتميز "عجيسة ،زرقان ،عصماني، سرار" ..والآخرين الذين صالوا وجالوا في كل الملاعب الإفريقية وكان ختامها مسك في مثل هذا الشهر من سنة 1988 وهو أول لقب إفريقي يتوج به النسر السطايفي ويفتح الطريق للبقية . وتستمر قصة الوفاق مع الكؤوس وتفتح الشهية على مصراعيها ويكون اللقب الثاني بعد عام فقط وهي الكأس "الآفروآسيوية " بالرغم من رحيل العبقري وملك المدربين "المرحوم لعريبي" ليغيب النسر الأسود على منصة التتويجات لأكثر من 17 سنة ، ثم يعود من بعيد عبر السماء العربية ويؤكد أن موسم 2006/ 2007 موسم عودة الكرة السطايفية والجزائرية على الصعيد العربي والإفريقي والعالمي ، وكانت كأس دوري أبطال العرب البداية وليست النهاية ، وأصبح أيضا من اختصاص أبناء «عين الفوارة» قبل تجميدها، لتكون الوجهة الأخيرة مغاربية التي تعتبر حديثة الولادة ليسيطر عليها طولا وعرضا ولم يبق إلا كأس شمال إفريقيا للأندية الفائزة بالكؤوس ويكتمل السجل وتتأكد سيطرة الكرة الجزائرية المطلقة على البطولة المغاربية . جيل الثمانينيات دائما في الذاكرة لا يمكن لنا الحديث عن أي نهائي إفريقي أو عربي أو إقليمي دون الرجوع إلى الوراء ، والإشارة إلى الجيل الذهبي "عجيسة ، زرقان ، عصماني، سرار ، بولحجلات و بن جاب الله " والقائمة طويلة للاعبين كتبوا أسماءهم من ذهب في ليلة شتاء مثلجة تحولت إلى دافئة مليئة بالأفراح والأعراس من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب في عرس كروي احتضنته مدينة الجسور الملعقة فكان لأشبال المرحوم "لعريبي" تعلق واحد توارثته الأجيال فيما بعد:"نحن نسور الكرة الجزائرية لا نرضى بالوصافة ونعشق حمل السيدة الكأس وماء عين الفوارة لا يشربه إلا أبناءها ، فكانت البداية مع منصة التتويجات القارية وفتح السجل الذهبي لبقية الأجيال لكتابة التاريخ وأفراح الملايين ، مهما كانت الألقاب والكؤوس المتعاقبة من ملحمة قسنطينة في شهر ديسمبر من عام 1988 ، وبعدها ملحمة قطر والعودة بكأس الأفروآسيوية، فإن جيل الثمانيات لن ينسى وستبقى تلك الأسماء محفورة في عقول السطايفية والجزائريين الصغير قبل الكبير ولو طال الزمن . دوري العرب كان للعودة والسيطرة ل "وفاق الجزائر" لتكون بعد تلك سنوات العجاف التي استمرت لأكثر من 17 سنة ، وانتظر الجميع تسلم أحد أبنائها المشعل وإعادة ثقافة المرحوم "لعريبي" خاصة أنه من تلامذته لما كان لاعبا وكبر الأمل وزاد الطموح وانطلقت المسيرة بتحدي لا نظير له فكانت أولى الخطوات ، وهي المشاركة في دوري أبطال العرب الذي عرف سيطرة الأندية الخليجية وكذا المغربية والتونسية إلا أن إدارة الوفاق ولاعبيه رفضوا هذه المعادلة ، وأكدوا أن الوقت قد حان لعودة الكرة الجزائرية إلى منصة التتويجات وإسعاد الملايين من الشعب الذي تعود على سلسلة الإخفاقات، فكان لهم ما أرادوا والأروع أن التتويج بالكأس العربية كان من العاصمة الأردنية "عمان " فأعطى بها وفاق الجزائر الأمان لكل الجزائريين وأن القادم سيكون الأحلى والأجمل ، ويكرر الانجاز العربي للموسم الثاني على التوالي كان هذه المرة من ملعب "التشاكر" بالبليدة فكانت البداية للكرة الجزائرية للوصول إلى مونديال جنوب إفريقيا . الكأس المغاربية أحبت الوفاق فكانت من اختصاصه للموسم الثاني تعليق دوري أبطال العرب لم يضع نقطة النهاية لطموحات النسر الأسود بل العكس سمحت له لتغير الاختصاص والتوجه إلى منافسة أخرى ألا وهي الكأس المغاربية ليصبح صاحب الاختصاص رقم واحد والمرشح دائما للتتويج بكأسها فكانت البداية مع كأس شمال إفريقيا للأندية البطلة وبعدها كأس السوبر والموعد اليوم مع نهائي ثالث ، وسيكون الأخير وهو كأس شمال إفريقيا للأندية الفائزة بالكؤوس وبقاء هذه الكأس بسطيف يدخل الوفاق إلى التاريخ لأنه الفريق الوحيد الذي توج بكل الكؤوس في موسمين فقط وهو إنجاز آخر يحسب لإدارة الوفاق في انتظار الأهم الذي وعد به رئيس النادي "سرار" ألا وهو كأس رابطة أبطال إفريقيا والمشاركة في كأس العالم للأندية .
التحضيرات على قدم وساق والوفاق يريده عرسا كبير شرعت إدارة الوفاق منذ أكثر من أسبوع تقريبا في إعداد برنامج خاص يليق بنهائي كأس شمال إفريقيا الذي سيقام عشية اليوم بملعب النار والانتصار ، سواء من الناحية التنظيمية أو الفنية وحسبما علمناه من إدارة الوفاق أن كل شيء أصبح جاهزا والكل على أتم الاستعداد لإنجاح هذا العرس الكروي المغاربي ، ومن المحتمل أن يحضر هذا النهائي الكثير من الشخصيات الرياضية والسياسية لمشاركة أبناء «عين الفوارة» هذا الحفل الرياضي الكبير. القنصل القطري والسفير الليبي ورئيس الاتحادية التونسية ضيوف شرف ستكون عاصمة الهضاب العليا سطيف اليوم عاصمة الرياضة المغاربية وستتجه إليها كل عشاق الكرة المستديرة في المغرب العربي وهو ما جعل إدارة الوفاق السطايفي تكون مع الحدث ولن تقبل أن تكون أقل منه شأنا لذا عمدت إلى توجيه دعوات رسمية إلى كل من القنصل القطري احتفالا بما حققته دولة قطر الشقيقة باحتضانها كأس العالم 2022 ، وكذا سفير الجماهيرية الليبية وأخيرا رئيس الاتحادية التونسية "علي الحفصي" وقد كانوا جميعا في الموعد واستقبلوا من قبل والي الولاية " عبد القادر زوخ" . الوزير"جيار" سيكون حاضرا ويسلم الكأس كما علمنا أيضا أن وزير الشباب والرياضة "الهاشمي جيار" سيكون ضيفا على مدينة «عين الفوارة» وحاضرا عشية اليوم بملعب الثامن ماي45 والكل يأمل في أن يسلم وزير الشباب والرياضة الكأس المغاربية إلى قائد الوفاق العائد "الحاج عيسى" لتزف الأفراح والأعراس بكل أنحاء عاصمة الهضاب العليا . أربع ولاة و"مشرارة" أيضا سيحضرون وان كانت تسمية النادي السطايفي قد تغير من وفاق سطيف إلى وفاق الجزائر فإن إدارة الوفاق أرادت أيضا أن يكون النهائي عرسا جزائريا يحضره شخصيات سياسية هامة حتى تجسد تسمية «وفاق الجزائر» على أعلى المستويات ، وبهذا الخصوص فقد علمنا أن هذا النهائي المغاربي سيحضره كل من والي ولاية قسنطينة السيد "نور الدين بدوي "، والي ولاية جيجل السيد " بدريسي علي" ،والي ولاية ميلة السيد " قديد عبد الرحمن" والي ولاية الطارف السيد " معابد أحمد" بالإضافة إلى رئيس الرابطة الوطنية لكرة القدم " محمد مشرارة " الذي سينوب عن رئيس الاتحادية ورئيس اتحاد شمال إفريقيا في الوقت نفسه ، والأكيد أن حضور هذه الشخصيات السياسية والرياضية سيكون له نكهة خاصة لهذا النهائي المغاربي . احتفالات خاصة بعد النهائي كما كشف لنا أحد مسيري الوفاق "أعراب" أن إدارة الفريق قد برمجت حفلا ساهرا بعد نهاية مباراة الإياب لنهائي كأس شمال إفريقيا للأندية الفائزة بالكؤوس التي ستجرى عشية اليوم بملعب الثامن ماي 45 بين الوفاق السطايفي والنصر الليبي وسينشط هذا الحفل الغنائي مطرب الوفاق "الشاب فارس" بالإضافة إلى تحضير احتفالات بالألعاب النارية على الطريقة الأوروبية تم جلبها خصيصا لهذا العرس الكروي المغاربي ، وحسب ما علمنا فإن الوفاق يريد أن يجعلها ليلة بيضاء ورد جميل للأنصار الأوفياء الذين وقفوا دائما مع فريقهم وفي أصعب الأوقات . "الحاج عيسى" سيكون قائدا ووالده سيكون مفاجأة بعد غياب طويل عن الميادين والجماهير السطايفية ، فإن "باجيو العرب" سيكون حاضرا هو الآخر في هذا النهائي المغاربي وحسب ما علمناه فإن الطاقم الفني وكذا الإداري قد قررا أمس مشاركته وكذا حمل شارة القائد حتى ترفع من معنويات ، كما تشير بعض المصادر أن أحد المسيرين يريد أن يحضر مفاجأة لابن الأوراس خلال المباراة أين سيحضر والده ليكون هو الآخر ضيف شرف ويرى ابنه يحمل الكأس المغاربية مرة أخرى بملعب النار والانتصار. إدارة الوفاق لم تحدد المنح بالرغم من أن إدارة الوفاق عقدت صبيحة أمس اجتماعا مصغرا للحديث عن آخر الإجراءات التي تتعلق بالتحضيرات للنهائي والأمور التنظيمية فقد علمنا من أحد المقربين أن رئيس الوفاق لم يتطرق إلى قضية المنح وفضل تركها إلى ما بعد النهائي وأن علاوة التتويج لن تفوق العشرة ملايين ولا تقل عن خمسة ملايين و سيتم الحديث عنها صبيحة اليوم مع اللاعبين بفندق الهضاب .