رغم أن شعوب أمريكا اللاتينية هي شعوب عاطفية مثل حالاتنا ويمكن أكثر منا قليلا ولكن الفارق بيننا وبينهم أنهم نالوا كؤوس العالم وصدروا لاعبين على أعلى مستوى فيما نحن مشغولون بالحكي والاشتغال ببعضنا البعض والتفكير في كيف يكون الاحتراف حقيقيا أم خياليا وهذا لا ينفي أننا كعرب صدرنا بعض اللاعبين الكبار ولن أعد أيا منهم لأنني لو نسيت واحد فسيكون محور ردود الفعل ليس على ما تتضمنه المقالة من فكرة بل على الاسم الذي نسيته لأن القشور هي التي نغوص فيها في الغالب وليس الجوهر .. وجوهر القصة أن من يفهمون في التدريب انقسموا بين مساند ومهاجم لخطط مارادونا التدريبية علما أن من انتقدوا سبق وخسرتهم منتخباتهم أو أنديتهم وكان هناك من يجلس وراء الميكرفون ينتقد خططهم ... ومنهم من خرج مطرودا من هذه الدولة أو تلك أي أن الجميع في الهم سواء . بيليه وبيكنباور وماثيوس وعشرات غيرهم ممن يفهمون كرة قدم ( ولكنهم منحازون وآراؤهم ليست بريئة مئة بالمئة ) اتهموا مارادونا المدرب بالجهل علما أن كلينزمان وغوارديولا وكيغن وزولا وغيرهم من الأسماء وآخرهم لوران بلان انتقلوا من مرحلة النجومية كلاعبين مباشرة إلى سدة التدريب ومنهم من نجح نجاحا مبهرا مثل غوارديولا وكلينزمان ومنهم من عانى كثيرا أو قليلا ومارادونا واحد من هؤلاء ولكنه بالتأكيد يفهم كرة القدم مثلما يفهمها من يحللون على الشاشات خاصة وأنه تدرب على أيدي مدربين عباقرة ونال كأس العالم كلاعب وبعدها الوصافة وكان أفضل لاعب عرفته الكرة الأرضية منذ عرفت هذه الكرة كرة العالم . لهذا وقف معه أبناء بلده من جديد رغم حزنهم على الرباعية الألمانية وطالب 63% منهم ببقائه مدربا، تماما مثلما فعل الجزائريون الذين غضب بعضهم (في لحظات) على طريقة سعدان الدفاعية وتصوروا أنه لم يعد لديه ما يعطيه للخضر ولكنهم عادوا وطالبوا ببقائه مدربا لبلادهم ومثلما قرر الألمان أن يبقى لوف مدربا والإنجليز تركوا كابيلو رغم فضائحه التدريبية لأن التغيير أحيانا ليس هو الحل وقد لا تتحسن أحوال المنتخب برحيل مدربه إن كان هذا المدرب لديه سجل سابق حافل وانتكس مرة ولهذا بقي السير آليكس فيرغيسون 24 سنة مدربا وبقي فينغر 14 رغم إيماني العميق أن النتائج هي التي تقرر مصير أي مدرب وأيضا جرأة أو ضعف اتحادات الكرة التي ترمي وزر الإخفاقات على الحلقة الأضعف ألا وهي المدرب . أتمنى كعرب أن نقرأ بوضوح أسباب إخفاقاتنا قبل أن نرميها على ظهور مدربينا .