اعتبر الباحث في مجال التصوف السيد سعيد جاب الخير يوم الثلاثاء بالجزائر أن بعث التصوف على الصعيد النظري والعملي كفيل بإنقاذ المجتمعات المسلمة من التطرف الديني. وأكد الباحث الذي حل ضيفا على جمعية "الجاحظية" وهو صاحب العديد من المقالات والدراسات حول الطرائق الصوفية ضرورة اللجوء الى أعمال المفكرين الصوفيين أمثال أبا مدين وعبد الرحمان الثعالبي والأمير عبد القادر وغيرهم لمواجهة التيارات المتطرفة. ولتجنب ظهور اشكال أخرى من التطرف الديني في المستقبل أوصى المتدخل بوجوب التخلي عن مفهوم النزعة المطلقة في تأويل وشرح النصوص الدينية معتبرا أن ذلك سيساعد على بروز نقاشات وحوارات قائمة على الاحترام والاعتراف المتبادلين. وقال أن الاختلافات في تأويل الخطاب الديني منذ حلول الاسلام سببت بروز إسلام "شعبي" واسلام "رسمي". وأوضح أن هذا الواقع لا يغير من وحدوية الاسلام وأنه يخص الخطاب الفقهي عبر التاريخ والذي ظل على ارتباط وثيق بالخطاب السياسي مضيفا أن الخطاب الفقهي الصادر عن المفسرين ظل مرتبطا لعديد من الاسباب بخطاب السلطات السياسية حتى أنه أضفى الشرعية على العديد من أنظمة الحكم على خلاف الصوفية التي عاني الكثير من مفكريها وروادها من التهميش والاقصاء. واعتبر ان التقارب بين المفسرين والسلطات السياسية هو السبب الرئيسي الذي فرض الخطاب الفقهي كدين "رسمي" في حين يبقى التصوف بحكم جدوره "شعبيا" واضحى الأول في خدمة نظام الحكم فيما يكتسي الثاني بعدا روحيا يخاطب مجموع البشرية. واشار الى أن التطرف الديني في صيغتيه العربية والأسيوية خلفته اجتهادات فقهية مختلفة استندت الى أنظمة حكم عبر التاريخ. بخصوص التصوف في الجزائر اعترف السيد جاب الخير أنه ينبغي على هذه المدرسة التي تمثلها الزوايا أن تأقلم خطابها الفكري وتحديث أساليب تفاعلها مع المجتمع من أجل التصدي للتطرف والتخلص من الممارسات التي لا تمت لها بصلة.