لفت انتباهي وأنا أتجول بشوارع العاصمة، اهتمام بعض الشباب بطريقة لبس جديدة وغريبة، تدعى التيكتونيك وإذا كان المعنى الأصلي لهذه الكلمة عند الغرب يعني رقصة غريبة، مصحوبة بستايل لبس غريب كسراويل الجينز والبودي الضيقة وتسريحات شعر غريبة تشبه القنفذ، بالإضافة إلى عدة سلوكات غريبة يتبعها أصحابها، إلا أنها تعد ظاهرة يشيب لها الرأس لما آل إليه حال بعض شبابنا اليوم، حيث أصبح كل من يتبع التيكتونيك يمشي مشية غريبة ويتصرف تصرفات أغرب يندى لها الجبين· وصب بعض الشباب في الفترة الراهنة اهتمامهم بستايل غريب لا يليق بشخصية الرجل بتاتا، ذلك أن السروال الضيق يعطي للرجل مظهرا من مظاهر الشواذ والعياذ بالله، فنحن لسنا ضد الحرية الشخصية للناس، لكن التيكتونيك ليست سوى ظاهرة غير أخلاقية تجمع بين جميع الصور السيئة المنافية لتعاليم الدين الإسلامي، فالمرجو من أصحاب هذه الظاهرة إعادة النظر في هذا الستايل الغريب، ولمعرفة آراء الشارع الجزائري حول الانتشار الرهيب لهذه الظاهرة، قامت (أخبار اليوم) بسؤال بعض الشباب الذين التقتهم بأحد شوارع العاصمة التي تعرف اكتظاظا بهذا النوع من الشباب، إذ يقول أحد المواطنين إنه بحكم عمله فهو كعون أمن في الجامعة، فهو يلتقي يوميا بهم، ليقول إن هذه الظاهرة منبوذة في مجتمعنا، لأن أغلب روادها من الشواذ والسبب في انتشارها _حسبه- راجع إلى التقليد الأعمى للغرب، فنحن لا ننتج بل نستهلك فقط على حد قوله، ليضيف أنه ذات يوم ذهب مع صديقه لشراء تنورة لابنته ذات الخمس سنوات، فلم يجد سوى أنواعا مختلفة من السراويل الضيقة، ولما سأل صاحب المحل أجابه بأن زمن التنورات قد ولى، أما اليوم فموضة السراويل هي المنتشرة، ليضيف بأن انتشارها لم يقتصر فقط على لباس الكبار بل امتد إلى لباس الأطفال الصغار أيضا، فهم بذلك يعلمونهم طريقة اللبس الغريبة منذ الصغر، ليقول بأن المسؤولية يتحملها الأولياء نتيجة لتركهم الحرية لأطفالهم ليتصرفون كما يشاءون وعدم مراقبتهم، ليعقب قائلا أيعقل أن نترك أطفالنا أو إخوتنا يخرجون إلى الشارع وهم مرتدون نصف سراويل، وهم الذين يمثلون مستقبل البلاد· ليضيف أحد الشباب أن المهتمين بهذه الظاهرة هم شباب ضائعون في ثقافات المجتمعات الغربية ومولعون بكل جديد حتى وإن كان سيئا ولا يعود بالمنفعة عليهم، ليردف بأن المصيبة الأكبر هي في البنات اللواتي يتبعن نفس الموضة ونفس طريقة اللبس الغريبة، حتى أصبحنا نرى مظاهر ومشاهد غريبة وسيئة تثير الاشمئزاز، كما أننا في بلد الإسلام ديانته ونحن كشباب مسلم مثل هذه المشاهد تضر بنا، فحسب الشريعة الإسلامية فنحن نزني كل يوم صباحا وعشية، إذ لا يمكنك أن تغض النظر زو تخفض رأسك طوال اليوم، فكما هو معروف لدى الجميع أن الرجل الذي ينظر إلى عورة المرأة فهو زان، وعند شم عطر المرأة فهي زانية، لكن ما نراه ونعيشه اليوم أشد وأعظم بكثير، ويجلب سخط وغضب الله علينا· من جهتهم قال أحد المولعين بالتيكتونيك، إنه يجب عدم انتقادهم بسبب مظهرهم، فلكل حريته المطلقة في فعل ما يريد بحياته، ليقاطعه شاب آخر بالقول إن للحرية ضوابط وحدود، فحرية الشخص تنتهي عندما تبدأ حرية الجماعة، وظاهرة كهذه غريبة عن مجتمعنا لا تحترم حرية الآخرين بل تمس بها وتضرها، كما أنها فيروس قاتل وزوبعة عاصفة، ليعقب بأنه ليندى الجبين للتقليد الأعمى من قبل بعض الشباب الذي نسي أصله ليلهث وراء بدع وخرافات، فهم يغفلون عن الإيجابيات ليتشربوا من سلبياتها، ليتخلوا بالتالي عن أصولهم الحسنة لاعتناق مخلفات الغرب السيئة· وعليه فإن هذه الظاهرة التي تميز الشباب بلبس سراويل ضيقة وتسريحات غريبة ووضع حلقات على الأذن والأنف ونمص الحاجب، وغيرها من الصفات الشيطانية، قد بدأت تتنقل وتغزو البلاد بشكل يدعو للقلق، خصوصا أننا أصبحنا نرى الشباب يمارسونها بحجة التطور والتحضر والانفتاح على ثقافات العالم، متناسين قيمهم وتعاليم دينهم وأخلاقهم باتخاذ ستايل غريب يستحي المرء من النظر إليها