تشهد عاصمة الولاية المدية، اختناقا ملحوظا في مجال الطرق الرئيسية والفرعية على حد السواء، حيث ظاهرة ازدحام السيارات مألوفة بالنسبة لمستعملي الطرقات بمدينة المدية، لدرجة الغلق في أكثر الحالات للحركة المرورية، بدءا من المدخل الرئيسي للمدينة الذي أصبح لا يستوعب الكم اليومي من السيارات· هذا الوضع يرهق المسافر والمتنقل من مكان لآخر لقضاء مختلف الحاجيات اليومية كالتمدرس والتسوق إلى غير ذلك عبر الخطوط الواصلة بين حي عين الذهب ومحطة طحطوح بوسط المدينة والتي أقدم سكان الحي على غلقها لأزيد من مرة في وجه أصحاب النقل والمسافرين، ناهيك عن المدة الزمنية المستغرقة في قطع بين 2 و4 كيلومترات بالنسبة للنقل الحضري، مع ملاحظة ظاهرة زيادة ما يجعل محطة النقل ما بين الولايات وكذا بين دوائر الولاية ال19دائرة، وأن هذه المحطة التي أصبحت لا تسع إطلاقا الكم الهائل من حافلات النقل خاصة بالنسبة للحافلات التي أكل عليها الدهر وشرب الموظفة للخط الرابط بين المديةوالبليدة، وهذا في ظل انتظار استلام المحطة الجديدة التي سجلت في شأنها عدة تحفظات بالنسبة للأرضية المختارة سابقا، بعد أن رصد لها غلاف مالي معتبر فاق 60 مليار سنتيم لإنجاز جدار الدعم والإسناد الذي فاق طوله 16 مترا، وهذا لتفادي انزلاق التربة توضع اللمسات الأخيرة على محطة نقل المسافرين، وهذا بغية تدشينها خلال بداية الشهر القادم على أقصى تقدير، وسبق وأن قام والي المدية خلال زيارته إلى المحطة بتاريخ 21 مارس الماضي، بتسجيل ملاحظات واقتراحات إضافية بخصوص المحول الذي يفترض أن يكون بالمدخل الغربي للمحطة لتفادي حوادث المرور، هذا المحول أخذته مديرية الأشغال العمومية على عاتقها حسب مصادر ذات صلة بالموضوع، والتي ستفك الضغط المعيش على الخطوط الرئيسية بعاصمة الولاية· ترامواي لحل المشكل ومن بين الحلول للتقليل من ظاهرة ازدحام التنقل، سجلت مديرية النقل لولاية المدية مشروع ترامواي يربط وزرة بالمدية مرورا إلى ذراع السمار على نحو 15 كلم، هذا المشروع لم تتم الموافقة عليه بعد، وهو بمثابة اقتراح تطمح المديرية على الظفر به لحل مشكل الازدحام وتطوير نوعية الخدمات للمواطن وتطوير قطاع النقل بصفة عامة· وقد استفادت المديرية من مصعد كهربائي من صنف (تيلي كابين) يربط بن شكاو بالقطب الحضري بالمدية بطول يقارب ال:8 كلم، هذا المشروع النوعي سيُساهم في تقديم الخدمات السياحية بالدرجة الأولى، بالإضافة إلى تسهيل خدمات التنقل اليومي لمواطني الجهة· شبكة سكة حديدية مدعمة طرح الكثير من العارفين بأهمية النقل بالسكك الحديدية وما يوفره من الناحية الاقتصادية والاجتماعية والسياحية مشكل عدم تجديد وصيانة الخط القديم الرابط بين البليدة شمالا والجلفةجنوبا مرورا بالمدن الهامة كالبرواقية وقصر البخاري ثم المدينةالجديدة لبوغزول بالمدية وكذا كل من عين وسارة وحاسي بحبح بالجلفة، وأن هذا الخط الذي كان يعتبر شريانا حقيقيا في الجانب الإقتصادي والإجتماعي، توقف بفعل العشرية الأخيرة التي مرت بها ولاية المدية بعد تعرضه إلى انفجار قنبلة خلال 1996· ولكنه وحسب دراسات أجرتها مديرية النقل أن تجديد وصيانة الخط القديم يكلف خزينة الدولة أكثر من إنجاز خط جديد بحد ذاته، لذا تدعمت الولاية بشبكة جديدة تربط نقاطا بعيدة عن عاصمة الولاية والبرواقية، بولايات غرب وشرق وجنوب الولاية، على غرار خط يربط خميس مليانة بولاية عين الدفلة مرورا ببلدية حربيل بشرق المدية مرورا بحناشة، وحسب مصدرنا فإن الدراسة وهي الآن متوقفة عبر 18 كلومترا تمر بجبال مقورنو الوعرة، أما الخط الثاني فيربط بين جنوبالمدية وولاية تيسمسيلت مرورا ببلدية الشهبونية وصولا الى بوغزول، وحسب ذات المصادر فإن الدراسة قد انتهت بهذا الخط، بعد أن أعطى الوفد الوزاري المشكل من وزراء البيئة -النقل - وتكنولوجيات الإعلام والاتصال إشارة انطلاق أشغاله إثر الزيارة الميدانية قبل شهرين· أما الخط الثالث فيربط المدية بولاية البويرة عبر البرواقية مرورا بالعمارية وبني سليمان، لكن الملاحط أن عدم الانطلاق الفعلي لهذه المشاريع في عمليات الإنجاز تبقى برامج على الورق ليس إلا· وهذا رغم دورها الفعال اقتصاديا واجتماعيا، وحسب العارفين بشأن دور السكك الحديدية في الجانب السياحي والإقتصادي، فإن الخط القديم البليدة - الجلفة يبقى الأمثل والأحسن على وجه الإطلاق·