تشهد مدينة المدية اختناقا مرورياً كبيرا، فطوابير السيارات أضحت مألوفة عند مستعملي الطرقات في عاصمة الولاية التي باتت أغلب خطوطها الثانوية والرئيسية شبه مشلولة، فالمدخل الرئيسي للمدينة أصبح لا يكفي التدفق اليومي للسيارات، مما أرهق المتنقلين من أجل قضاء حوائجهم، فالمتنقل اليوم من حي عين الذهب إلى حي طحطوح بعاصمة الولاية مثلا، يستغرق أكثر من نصف ساعة عند استغلاله لوسائل النقل الحضري، ويرجع بعض المواطنين ذلك إلى كثرة الوافدين، إضافة إلى اتساع حظيرة السيارات خلال الفترة الأخيرة، ناهيك عن خطوط النقل باتجاه جميع مناطق الولاية وبلدياتها الأربع والستين. رصدت ولاية المدية لمحطة النقل البري للمسافرين الجديدة التي توشك أشغالها على الانتهاء، غلافا ماليا معتبرا لإنجاز جدار الدعم والإسناد الذي فاق طوله 16مترا وهذا لتفادي انزلاق التربة، وبغية تدشينها خلال هذا الشهر أو بداية الشهر القادم على أقصى تقدير، وكان والي ولاية المدية، وخلال زيارته إلى المحطة بتاريخ 21 مارس الماضي، قد أعطى اقتراحات إضافية بخصوص المحول الذي يفترض أن يكون في المدخل الغربي للمحطة لتفادي حوادث المرور، وأخذته مديرية الأشغال العمومية على عاتقها -حسب مصادر مسؤولة- خاصة وأنه ينتظر أن تفك هذه المحطة الضغط على أهم الخطوط الرئيسية بمدينة المدية. وبغية التخلص من مشكل ازدحام السير وازدحام الطرقات، سجلت مديرية النقل لولاية المدية مشروع ترامواي يربط وزرة بالمدية مرورا بذراع السمار، هذا المشروع لم يتم الموافقة عليه بعد، وهو بمثابة اقتراح تطمح المديرية على الظفر به لحل مشكل الازدحام وتطوير نوعية الخدمات للمواطن، وتطوير قطاع النقل بصفة عامة، كما استفادت المديرية من مشروع عربات هوائية (تيليفيريك) يربط بن شكاو بالقطب الحضري بالمدية، هذا المشروع النوعي سياحي أكثر منه خدماتي، ويسهل بدوره التنقل اليومي للمواطن وفي أحسن الأحوال، ويطرح الكثير من العارفين بأهمية النقل بالسكك الحديدية، وما يوفره من الناحية الاقتصادية والاجتماعية والسياحية، مشكل عدم تجديد وصيانة الخط القديم الرابط بين البليدةوالمدية، هذا الخط الذي كان شريانا حقيقيا توقف بفعل العشرية السوداء التي مرت بها ولاية المدية. وأثبتت دراسات أجرتها مديرية النقل، أن تجديد وصيانة الخط القديم يكلف خزينة الدول أكثر من إنجاز خط جديد بحد ذاته، لذا تدعمت الولاية بشبكة جديدة من السكك الحديدية في عدة خطوط تربط المدية بعدة ولايات غرب وشرق وجنوب الولاية، على غرار خط يربط خميس مليانة بولاية عين الدفلى بالمدية، مرورا بحناشة وهو محل دراسة، أما الخط الثاني، فيربط جنوبالمدية قادما من تيسمسيلت مرورا بالشهبونية وصولا إلى بوغزول، انتهت بشأنه الأشغال.