بعد انقضاء العطلة الشتوية عاد الأطفال بخطى متثاقلة إلى مدارسهم خاصة بعد أن ألفوا جو العطلة المريح واستعصت العودة خاصة على الأطفال الذين أمضوا العطلة في اللعب والتهور وتناسي أوليائهم إرجاعهم في الأيام الأخيرة إلى الجو الدراسي، فيما سهل على البعض الآخر العودة بعد أن عكف أولياؤهم على تنظيم أوقاتهم وتخصيص الأسبوع الثاني من العطلة للدراسة وأداء الواجبات المنزلية من أجل إعادتهم إلى النمط الدراسي· وشهد ذلك التثاقل في العودة خاصة الطور الابتدائي لاسيما تلاميذ السنة الأولى والثانية، بحيث وجدت أمهاتهم صعوبة كبيرة في إعادتهم إلى الجو الدراسي والنهوض المبكر خاصة وأنهم ألفوا إطالة ساعات النوم في الصباح الباكر تزامنا مع العطلة، في هذا الصدد اقتربنا من بعض الأمهات لرصد آرائهن حول مدى تقبل أطفالهن العودة إلى المدارس وكيفية تسهيل الخطوة من طرفهن· فقالت السيدة سعاد لها طفل وطفلة يدرسان في الطور الأول إنها راحت إلى تنظيم وقتهما وحضّرتهما إلى الدخول المدرسي قبل أيام بعد أن أعادتهما إلى الجو الدراسي بإلزامهما بتحضير وتأدية وظائفهما المدرسية والعودة بكل نشاط إلى المدرسة من أجل إحراز نتائج إيجابية، وقالت إنه وفق تلك الطريقة لا تجد أي إشكال في إعادتهما إلى الجو الدراسي ولو أن التماطل في النهوض المبكر هو شيء مفروغ منه وتصادفه جل الأمهات· نفس ما راحت إليه السيدة أم الخير التي قالت إنها تتخوف كثيرا من ابنها الدارس بالسنة الأولى ابتدائي، بحيث لم يألف الجو الدراسي على الرغم من مرور فصل بأكمله، وأضافت أنه من دون شك سيكون مصيرها معه البكاء والعويل في الأسبوع الأول خاصة وأنه اندمج في جو العطلة المريح، وأضافت أنها ستواجه نفس السيناريو التي سبق وأن واجهته في أيامه الأولى من الدراسة· في ذات السياق اقتربنا من المختصة النفسانية (ج سليمة) لرصد رأيها في الموضوع فقالت إن استعصاء عودة التلاميذ إلى الجو الدراسي بعد انقضاء العطل الفصلية لاسيما في الطور الابتدائي يأخذ قسطا من مسؤوليته الأولياء كون أن منهم من يطلق العنان للأطفال من أجل الراحة واللعب وكأنها العطلة الصيفية، متناسين أن تلك العطلة ما هي إلا عطلة جزئية وجب مراجعة مستوى الطفل فيها واستدراك ما فاته لاسيما بالنسبة للتلاميذ الضعفاء إلا أن بعض الأولياء يفتقدون إلى رزنامة لتنظيم مواقيت الطفل وتقسيم عطله المدرسية بين الراحة واللعب، ويروح الطفل بالتهام أغلب أيام العطلة في اللعب واللهو لكي يصطدم باقتراب الدخول المدرسي وهو منهك القوى مما يستعصى عليه التحصيل العلمي بعد عودته إلى مقاعد الدراسة ويصطدم الأولياء بنفس النتائج في نهاية الفصل الثاني لكي يعايش الطفل نفس السيناريو في العطلة الربيعية، وهكذا دواليك حتى تختم السنة الدراسية بنتائج وخيمة وربما الرسوب وإعادة السنة والسبب يرجع في الأول والأخير إلى جهل الأولياء لكيفية تنظيم أوقات الطفل بين الراحة والدراسة·