مع اقتراب انتهاء الأطفال من امتحانات الفصل الأول واقتراب عطلة الشتاء راحت العديد من الأسر إلى الاستعداد من أجل برمجة خرجات للأبناء المتمدرسين مع تهاطل الوعود بالنسبة للنجباء، فيما ينتظر الزجر والعقاب التلاميذ الفاشلين وهو ما عهدت عليه الأسر الجزائرية من أجل ضمان مشوار التلاميذ بحيث تكون كل الأسر على نار قبل ظهور النتائج وتترصد النقاط من حين لآخر· ومع اقتراب العطلة ارتأينا التقرب من بعض الأولياء لرصد أجواء استعدادهم للعطلة المدرسية التي هي على بعد أيام قلائل، قالت السيدة سميرة أن لها ابنان يدرسان في الطور الأول وهي تعمل على متابعتهم دراسيا لاسيما في فترة الامتحانات التي أوشكوا على الخروج منها وختمها بعطلة الشتاء، وفي سؤال عن مدى إغرائهم ببعض الأشياء لتحقيق نتائج مرضية ردت أنه بالتأكيد وقالت أنها لا تستعمل الضرب أبدا كونه لا يؤدي إلى أية فائدة وهي في العادة تعدهم بالأشياء التي يحبونها كعقد نزهات في العطلة واقتناء مكاتب صغيرة تضمن راحتهم وهم يدرسون، وهي خطط أدت إلى نجاحهم كل عام وأضافت أنها تدهش لبعض الأولياء الذين يعاملون أبناءهم بقساوة من أجل الدراسة ومنهم من راح حتى إلى استعمال وسائل الضرب كالأحزمة الجلدية وحتى الوسائل الحادة مما يرهب الطفل ويجعل الدراسة بالنسبة له كالشبح· أما سيدة أخرى فقالت أنها تمسك العصا من وسط فأحيانا تعاقبهم عقاب خفيف وأحيانا أخرى تغريهم بأشياء يحبونها كاقتناء حواسيب أو عقد جولات إلى المنتزهات وحدائق التسلية خلال العطلة إن هم حققوا نتائج مرضية لكنها رفضت كل أشكال العنف الممارس ضد الأطفال بسبب الدراسة حتى هناك من حملوا عاهات نتيجة الضرب المبرح ووصلوا إلى أبواب المستشفيات مباشرة بعد ظهور النتائج الفصلية ذلك ما لا يتوافق مع أسس التربية السليمة فالعنف لا يؤدي إلى أي شيء وإنما يبعد الطفل أكثر عن الدراسة· السيد مروان قال أن هناك أسر تجهل التعامل مع الأبناء المتمدرسين ولا تستعمل إلا العنف الذي يؤدي دوما إلى نتائج سلبية وانحطاط معنويات الطفل وربما يؤدي إلى ترك مقاعد الدراسة لرد اللكمة للأولياء وقال إنه على معرفة بأحدهم فاق أسلوب عقابه لأطفاله كل الأطر، بحيث ومباشرة بعد ظهور النتائج يغلق عليهم بيت ويوسعهم ضربا ويتعالى صراخهم إلى خارج المنزل ليضيف أن تقويم سلوك الأبناء وضمان مشوارهم الدراسي لا يكون بذلك الأسلوب بل بالتريث والتعقل والنصح والإرشاد وكذلك استعمال أساليب الترغيب والابتعاد عن أساليب الترهيب التي لا تعود بالنفع لا على الطفل ولا على الأسرة· ووجب التنبيه مع اقتراب ظهور النتائج كون أن هناك من الأطفال من تأزموا نفسيا من جراء ذلك العنف بل منهم من أقدم على وضع حد لحياته قبل ظهور النتائج خوفا من عقاب الأولياء فلا بد من التعقل كون أن الفشل في الفصل الأول ليس نهاية العالم ومن الممكن استدراك الأمر في الفصل الثاني والثالث·