يثير واقع وآفاق المسرح الحر بوهران الجدل والنقاش بين العديد من المسرحيين على الرغم من مرور أكثر من عشرين سنة على هذه التجربة التي توجت بإنشاء ما يسمى ب(التعاونيات الحرة)· ومهما تعددت تسمياته من (حر) و(مستقل) و(خاص) فإن هذا النوع من المسرح بوهران له تاريخ قديم يعود إلى سنوات الخمسينيات حيث كانت الفضاءات المفتوحة -منها ساحة (الطحطاحة) والمقاهي الشعبية بحي (المدينةالجديدة) العتيق بوهران- تحتضن نوادر (خالتي مامية) وحكايات تراثية وتشكل نواة أولى مهدت لتأسيس مسرح حر مهيكل في السبعينيات والثمانينيات· وتبلورت من هذه المشاهد المسرحية العفوية التي صنعت الفرجة والمتعة وأجواء إحتفالية والتي ظل الجمهور وفيا لها فكرة مسرح مستقل بوهران لتكون البداية بتأسيس أول تعاونية حرة في سنة 1988 على يد نخبة من المسرحيين على رأسهم المسرحي الراحل عبد القادر علولة إنخرطت فيها طاقات إبداعية هائلة من مخرجين وممثلين محترفين حسب ما أشير اليه· والجدير بالذكر أن وهران كانت سباقة في خوض غمار تجربة المسرح الحر حيث فتحت تعاونية (أول ماي) الشهية لمن يريد تأسيس تعاونية في إطار مهيكل ومنظم على غرار تعاونية (الغمزة) لسعيد بن يوسف و(المثلث المفتوح) التي أسسها المرحوم سيراط بومدين ويواصل مشوارها الممثل الفكاهي بلاحة بن زيان·