أحيا المسرح الجهوي بوهران أول أمس، الذكرى السادسة عشر لاغتيال الراحل عبد القادر علولة، وذلك من خلال تظاهرة ثقافية أشرفت على تنظيمها مؤسسة علولة بالتعاون مع مسرح وهران. واشتملت هذه التظاهرة على نشاطات تستعرض مسيرة الراحل منها مثلا تنظيم مائدة مستديرة تناولت حضور أعمال علولة في إبداع الفرق المسرحية الهاوية، وقد شارك في هذا النقاش مجموعة من الأساتذة والباحثين من مختلف جامعات الوطن. وتضمن البرنامج أيضا معرضا للصور الفوتوغرافية التي تعرض أهم أعمال الراحل المسرحي والتي أنجزت بحضوره، إضافة إلى ملصقات تضمنت بعض أعمال علولة، كما تم عرض فيلم وثائقي يستعرض حياة علولة في يومياته العادية مع الحياة والمسرح. كما تم بالمناسبة قراءة مسرحية "التفاح" باللغة الأمازيغية والتي كتبها وأخرجها علولة وقد تم عرض هذا العمل على خشبة المسرح من قبل التعاونية المسرحية "المثلث المفتوح". للتذكير، فقد رحل عنا علولة في 14 مارس 1994 إثر اعتداء إرهابي استهدفه عند خروجه من منزله وهو متوجه لاحياء سهرة ثقافية رمضانية، وهكذا ترك هذا العملاق مكانه شاغرا في الساحة الثقافية الجزائرية. تأتي هذه الوقفة عرفانا بعطاء علولة الذي يعتبر أحد أعمدة المسرح الجزائري والعربي عموما، وتأتي أيضا كي يظل التواصل قائما بين أجيال المسرح. لقد ترك الراحل روائعه كمدرسة فنية تتكون فيها الأجيال ومن بين روائعه "الخبزة" التي تصوّر واقع الطبقة الفقيرة ويوميات الأحياءالشعبية ومسرحية »حمق سليم« التي مثلها وأخرجها علولة في إطار »مونولوج« وأبرز من خلالها قدراته المسرحية، هناك أيضا "الأقوال" التي برز فيها التراث، والعديد من المسرحيات التي مازال معظمها يؤدى من حين لآخر. لقد كان هذا العملاق يقول "إن معظم أعمالي تبرهن أنني أسعى إلى القطيعة مع الفعل ومع كل ماهو تقليدي في المسرح انطلاقا من المواقف الدرامية إلى الظمير إلى العمق النفسي في هذا النوع من المسرح المدفون داخل الحرف والكلمة". يبقى أنه لتقريب شخصية علولة الابداعية من الجهمور لابد من التعريف وعرض أعماله التي ألفها وأخرجها أو اقتبسها وهي كثيرة منها »الغولة«، »السلطان الحائر«، »العلق«، »حمام ربي«، »حوت يأكل حوت« وغيرها.